الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التداوي لا يجوز شرعاً إلا بما هو حلال وهذا هو الأصل لحديث ( نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث ) خرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه .وفي صحيح مسلم جاء حديث ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير )
هذا هو الأصل في مسألة الدواء لكن عند الضرورة اللازمة فإن الإسلام يبيح للمسلم أكل الميتة عند جوعه خشية هلاكه وموته وكذلك التداوي عند الضرورة بما هو محرم غير المسكرات أجازه بعض الفقهاء رحمهم الله .
فالإمام النووي كما في كتابه المجموع قال : (إذا اضطر إلى شرب دم أو بول أو غيرهما من النجاسات المانعة غير المسكر جاز شربه بلا خلاف )
وقال أيضاً ( إنما يجوز التداوي بالنجاسة إذا لم يجد طاهراً يقوم مقامها فإن وجده حرمت النجاسة بلا خلاف )
وعليه يحمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم )
فهو حرام عند وجود غيره وليس حراماً إذا لم يجد غيره وإنما يجوز لك إذا كان المداوي عارفاً بالطب يعرف أنه لا يقوم غيره هذا مقامه أو أخبر بذلك طبيب موثوق بخبرته .
وعلى هذا يظهر لي أنه إذا كان المرض الذي يحمله الشخص المذكور لا يجد له علاجاً أبداً بمعرفة أهل الطب الثقات إلا كبد الذئب أرجو لا حرج في أكلها علاجاً .
قال الله تعالى ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطرتم إليه ) سورة الأنعام (119)