الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا لكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ونفيدك أن الحياة الزوجية بنيت على حسن العشرة والتفاهم والمحبة والمودة , قال الله تعالى ( وعاشروهن بالمعروف ) وقال تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
فالحياة الزوجية بنيت على هذا التراحم والتواصل ليتولد العطاء الأسري ويتدفق الوفاء الإجتماعي في حياتنا وفيما بيننا وإنني أعجب أن تكون الحياة الزوجية صراخ وضجيج ولعن وسب والله تعالى يقول ( لتسكنوا إليها ) , فالزوجة سكن للزوج وملاذ له وهذا يعني إكتمال روائع الحياة الطيبة في الأسرة
وأي عشرة بينهما والزوج يعمل على أسباب الخلاف والفجوة !.
فالحياة الزوجية وفاء وإحترام وسكن وصحوة ورحمة ومعاشرة بالمعروف , فهل أسعدتي زوجك ؟ واسعدك ؟ لتنعم بخير وعافية
لقد جعل الله عز وجل في الزواج الاستقرار والمودة والرحمة ومن هنا كان لا بد من الواجب على الزوجين الاحترام والتقدير المتبادل بينهما حتى تستمر العلاقة الزوجية برحمة وصلة وود .
فالتعاون والتفاهم بينهما يحمل معان كثيرة من الدفئ والدعم النفسي لمسيرة العلاقة الزوجية
وأوصي الزوج أن يبادل زوجته حسن المعاشرة ويظهر لها المودة والمحبه وهذا إن فعله يدل منه على المروءة وحسن الوفاء ثم ليدرك الزوج أنه مطالب شرعاً بتقدير زوجته والوفاء لها وأنه لايجوز له شرعاً هذا التصرف الذي ينم عن سوء عشرته وعلى هذا لك مطالبته شرعاً بحسن العشرة مع الصبر وحين يستمر في إساءته فلك الحق في هجرة حتى يراعي حقوقك ولا خير في رجل يظلم المرأة
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : يجب عليه العدل بين الزوجتين باتفاق المسلمين وفي السنن الأربعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كانت له امرأتان فعليه أن يعدل في القسم فإذا بات عندها ليلة أو ليلتين أو ثلاثا بات عند الأخرى بقدر ذلك لا يفضل إحداهما في القسم )
وكذلك من أمور العدل التسوية في النفقة والسكنى والمبيت أما مسألة الجماع فهذه ترجع لحال الزوج فقد يحصل منه ليلة الجماع لإحداهن وعند مبيته عند الثانية لايحصل لعدم قدرته لكن لايتركه بل عليه أن يسدد ويقارب ومن هذا يفهم أن الجماع لايشترط فيه المساواه والعدل المهم أنه لايترك هذه عن هذه
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله : والوطء واجب على الرجل إذا لم يكن له عذر قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : يجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف وهو من أوكد حقها عليه وأعظم من إطعامها
أفيدك أن المرأة لها حقوقها الشرعية على الزوج فإن تزوج عليها لا بد من العدل بين الزوجتين في كل شيء إلا الذي في القلب أما الأشياء الظاهرة فلا بد فيها من العدل, العدل في النفقة العدل في السفر والعدل في الكساء والعدل في الزيارات والإستجمام والعدل في الرحلات والخروج بل مثل هذا لا بد منه فلو خرج بها في نزهة لا بد للأخرى مثلها ولو أعطاها مئة ريال لا بد للأخرى مثلها وهكذا .
وقيل أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه لما تزوج بأخرى وطلبت أم أولاده الأولى حطباً وهوعند الأخرى ذهب وأحضر للأولى حاجتها وأبى أن يشرب الماء عندها لأنه عند الأخرى .
أما ما نشهده اليوم من الظلم على المرأة بسبب زواج زوجها عليها وميله مع الأخرى وخروجه بها وخدمته لها مع إنتقاصه لحق الأولى هذامن الظلم ومن شناعة المنكر الذي رفضه الإسلام وأمر بالعدل .
والمرأة عليها أن تراعي الهدوء في مثل هذه المرحلة من زواج زوجهاعليها أن تصبر وتحتسب ولا تدخل في مشاكل معه ومع زوجته الأخرى بل تصابر وترجو الله خيراً مع أن لها أن تطالب بما ذكرت