أبو حامد الغزالي

[وجـــد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زادكم ربي من علمه شيخنا الفاضل ،

قد طلب منا الدكتور أن نقوم ببجث(انتقاد).. و قد اخترت الغزالي وتجربته في التصوف فإنكاره للحسيات والعقليات ، ثم انكاره للامر و أنه وصل إليه نور رباني عرف الحق من خلاله! فاعتقادي تجربته بحاجه للرد عليها ..

فأرجو من فضيلتكم ان تدلو برأيكم بتجربته ، وكيف الرد عليها بحجة مقنعه ؟

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبو حامد الغزالي هو / محمد بن محمد بن أحمد الغزالي
فهو قد قسم التصوف إلى أقسام :
1/ تصوف الرياضات وذلك بالعمل على التقليل من المأكل تدريجياً حتى أن هذا التصوف يصل بالمرء إلى الفطر على ثمرة في اليوم والليلة .
2/ التصوف الفكري وذلك بكثرة الذكر والإستغراق فيه .
3/ التصوف التقليدي هو أن لا يشغل المريد قلبه بشيوخ التصوف لأنه يعتبر هذا من العوائق في التصوف التقليدي .
4/ التصوف المحمدي ويعتبره الغزالي من أسلم أنواع التصوف .
والغزالي إستطاع أن يصل إلى درجة من التقشف والخلوة والزهد .
والغزالي سلك طريقاً خاصاً في التحصيل منطلقه من قاعدة أن العقل البشري لا يمكنه إدارك حقائق الإيمان بالعلوم الأولية ولا بالعلوم المكتسبة .
والغزالي رحمه الله عاش عدة مراحل فقد دخل في الفلسفة ثم تركها ورد عليها ثم دخل في الكلام ووصل إلى معرفة أصوله ثم رجع لما علم فساد ذلك ثم خاض في الباطنية وأخذ من معارفهم ثم تركها لما علم فسادها ثم دخل في التصوف فهذه المراحل والأطوار التي مرت به جعلت الإمام أبا عمر بن الصلاح رحمه الله يقول عنه : ( أبو حامد الغزالي كثر القول فيه ومنه فأما هذه الكتب المخالفة فلا يلتفت إليها وأما الرجل فيسكت عنه ويفوض أمره إلى الله )
وقد ذكر الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء عن محمد بن الوليد في رسالته حينما ذكر الغزالي قال في آخر كلام له ( ولقد كاد أن ينسلخ من الدين يعني الغزالي فلما عمل الإحياء عند يتكلم في علوم الأحوال ومزامر الصوفية وكان غير أنيس بها ولا خبير بمعرفتها فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات )
لكن الإمام الغزالي رجع عن ذلك كله واتجه لمذهب أهل السنة .