فتاة جامعيه حائرة - ارجو نصيحتكم وارشادكم لى

[قسواء]

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وبعد,
فقد قرآت عن مواضيع للقراءة لاحدى الدعاه
واوّد نصيحتكم لانى لا اعرف البدايه :وقد بدأ حديثة بقراءة :

-القرآن الكريم - ثم الحديث ( كحديثين يوميآآ )- ثم العلوم الشرعيه - ثم فى مجال التخصص - ثم التاريخ الاسلامى وغير الاسلامى - والشبهات التى اثيرت حول الاسلام وطرق الرد عليها - والقراءة الترويحية (مثل الشعر الجميل بشرط عدم خروجه عن المنهج الاسلامى - وقراءة الواقع ( من جرائد اسلامية وغير اسلامية )

قريبا ان شاء الله رح التحق بالجامعة -
ولكن لا اعرف كيف البدايه ؟؟ وكيف اضبط وقتى وكيف استطيع ان ألمّ بكل هذه المجالات خلال مدة معينة - فانا اريد فعلا القراءة ولكن اذا بركزّ مثلا ع جانب العلم الشرعى مع التاريخ الاسلامى - كيف استطيع ان المّ به بشكل متقن غير متزعزع ..وفى الوقت نفسه المّ بالمجالات التى عرضتها فى البدايه ؟؟

انا اضيع وقتى لانى لا اضع خطة ليومى ولكن عندما افكّر فى التخطيط اجد نفسى لا اعرف اين البدايه
خصوصا وانا قد وعدت الله اذا حقّق لى شيئا معينا - سوف افّى لكل ما وعدت الله وعاهدته عليه
وما ارحم ربّى !. بى .

اذا انجانى وانا والله لا استحق شيئا من عطائه
ولكنى لم اتغير
ووعود كثرة وعدّتها - ولكنى لم افّى بها
دائما احاول ان لا افعل شىء - حتى لا اتذكر انى لم افىّ بوعدى - وحتى انسى
ولكن اذا هممت باصلاح نفسى - اتذكر بان الله سيعاقبنى لانى اشتريت بعهد الله وايمانه ثمنا قليلا

واتذكر انى لن اعود كما كنت - وان كل ما اريد ان افعله واغير من نفسى ...
فقط افعله :
لان الجامعة اقتربت ولازم اتغير عشان مدخلش الجامعة وانا بحالتى الآن
واتذكر - تعّرف الى الله فى الرخاء يعرفك ف الشدة
فاقول لنفسى :ها انا اتقرب فقط حتى اصبح اشطر واحدة - لا لاجل التقرب نفسه

فاحبط من التفكير فى خطة لاصلاح نفسى . كما ذكرت لانى لم افى بوعودى ...فكان يجب ان تتم ع مدار الاجازة


ظننت فى البدايه ان الله لم يحقق لى ما اردت فلذلك لم افى بوعودى

ولكن حدث ما لم اتوقعه بفضل الله ووالله لا تسحقه وظهرت لى بارقة امل جديدة .


ولكن لم افى بوعودى ايضا وهذا ما يعوقنى عن التفكير فى اصلاح نفسى فاخاف ان يعاقبنى الله - جزاء نقض الوعود

لذلك ارجو نصيحتكم لى فيما يخص :
__ نقض العهد وهو العائق امام اصلاح نفسى وشعورا بالاحباط انى حتى لو تحّسنت الآن.. فقد اُعاقب فى المستقبل

__وثانيا فيما يخص مواضيع القراءة فالخطة لا استطيع وضعها ايضا لانى لا اعرف كيف اضعها ومن اين ابدأ وكيف المّ بكافة المواضيع مزامنة مع ضبط يومى
___ثالثا واخيرا نصيحتكم لى كفتاة مقبلة ع الجامعة

وطلبآآ للدعاء لى

واعذرونى ع الاطالة ولكن اردت التوضيح بما فى نفسى

وجزاكم الله كل خير ع وقتكم وجهدكم

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أي خطأ يرتكبه المسلم سواء كان نقض عهد أو غيره فعليه أن يصلح حاله بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى مع حسن الظن بالله عز وجل ثم عليه أن يرفع نفسه عن اليأس حتى لا يقع في هذه الهزيمة الشيطانية التي تؤثر في همته وسلوكه فعليك بالإستعاذة بالله وبإذن الله توفق .

أما مسائل طلب تلقي العلم فهذا يرجع إلى أمور أهمها التنقل من الأولى إلى الأعلى وهكذا .

قال محمد بن علي السلمي رحمه الله كما في كتاب نزهة الفضلاء : قمت ليلاً لآخذ النوبة على ابن الأخرم رحمه الله ( مقصوده يأخذ دوره في القراءة والتسميع ) قال : فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئاً ولم تدركني النوبة إلى العصر )
فعلى طالب العلم أن يلتزم في مجلس علم ليكثر من الطلب ويحاول المدارسة ودراسة هذه الكتب المهمة وهي :
حاشية ثلاثة الأصول للشيخ إ بن قاسم وشرح كشف الشبهات للشيخ محمد بن ابراهيم وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد وشرح العقيدة الواسطية وقراءة تفسير الإمام ابن كثير وتفسير الشيخ السعدي وفي المصطلح شرح نخبة الفَكَر للإمام ابن حجر وفي الحديث جامع العلوم والحكم لابن رجب وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد وسبل السلام للإمام الصنعاني و صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن وفي الفقه شرح الروض المُرْبِع وفي السيرة مختصر سيرة الرسول للإمام محمد بن عبدالوهاب وسير أعلام النبلاء وفي النحو يقرأ التحفة السنية في شرح الأجرومية ويقرأ فتاوى الإمام ابن تيمية وفتاوى الإمام السخاوي وفتاوى الإمام ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله وهكذا

فقد قيل: من حُرم الأصول حُرم الوصول

مقابل هذا أقول : ينبغي للطالب البذل والإجتهاد مع الدعاء الخالص لربه أن يمده بتوفيقه ثم لندرك أن من النصيحة أن لا ينشغل الطالب حال طلبه بالردود والخلافيات المعاصرة إذ عليه أن يتجه لتحقيق القصد من الطلب الصحيح لأن وراءه مشوار طويل في العلم الشرعي يحتاج فيه إلى الهمة والتفرغ ثم عليه أن يحرص على المصاحبة والمجالسة مع الراسخين في العلم ويقلل الشواغل وليكن له خلوة للذكر والتسبيح والتلاوة ويجعل له من ثلث الليل وقتاً للتهجد والتضرع ثم ليبشر بعظيم البشارة للطالبين كما جاء في الحديث عن عاصم بن زر بن حبيش قال : غدوت على صفوان بن عسال المرادي وأنا أريد ان أسأله عن المسح على الخفين فقال : ما جاء بك ؟ قلت ابتغاء العلم ، فقال ألا أبشرك ؟ قلت بلى ، قال ورفع الحديث إلى رسول الله : ( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع )
إنها بشارة لكل من أخلص في طلب العلم الشرعي وأراد به ابتغاء مرضاة الله تعالى