الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عن السحر قال الإمام ابن قدامة رحمه الله : (هو عقد ورقى يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له )
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان : ( أعلم أن السحر لا يمكن حده بحد جامع مانع لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته .. إلى أن قال من السحر الصرف والعطف والسحر محرم في جميع الشرائع وهو أحد نواقض الإسلام ) انتهي كلامه رحمه الله .
وعلى هذا فإن دليل إثبات وجود السحر وأثره قول الله تعالى ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) سورة البقرة آية (102) وفي قوله تعالى ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) سورة الفلق آية (4)
وعلى هذا من أنكر السحر وأثره وضرره وتحريمه في الإسلام فهو يقع في الكفر .