حكم صيام ست من شوال,,؟

[جروح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو سمحت شيخنا الفاضل وردتني رساله في برنامج الواتس اب تناقلا عن الناس

بأن صيام ست من شوال مكروه بل وكثير من الأئمه وذكرت اسمائهم وهم على درجات من العلم والدين وايضا الصالحين يجدون لاصحة في صيامها

ولااحد من الصحابه قد صامها ولم يرد عن ام المؤمنين عائشه صومها للست

وأن حديث(من صام رمضان واتبعها بست من شوال....)
هو ضعيف الإسناد,,؟

تفاجأت بما وردني وانا قد عزمت النيه بالصيام بإذن الله ..؟وقد صمتها في العام الماضي.؟

فما صحة ذلك جزاك المولى جنات الفردوس الأعلى

[الشيخ عيسى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسألالله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة اللهوبركاته
جاء في الحديث المخرج في صحيح مسلم رحمه الله عن أبى أيوب الأنصارى رضي الله عنه ( من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) فالحديث ثابت صريح وهذا ما ذكره جمهور العلماء رحمهم الله وهم على استحباب صيامها قال أبو عمر بن الصلاح رحمه الله جميع ما حكم مسلم بصحته في كتابه فهو مقطوع بصحته وما حكم به البخاري بصحته في كتابه مقطوع بصحته وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سوى من لا يعتد بخلافه ووفاقه في الإجماع والذين قالوا باستحباب الست من شوال لا يحصون لكثرتهم بل هذا ما ذهب إليه جمهور الأئمة كالشافعي وأحمد وابن المبارك وداود وخلق كثير من فقهاء الأمة وخالف في ذلك الإمام أبو حنيفة والإمام مالك رحمه الله خشيه أن يكون فرضاً حيث رأى حرص الناس على ذلك
وقال في موطئه رحمه الله وصوم ستة أيام من شوال لم أرى أحداً من أهل العلم والفقه يصوموها ولم يبلغه ذلك عن أحد من السلف و أن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته و أن يلحق برمضان الجفاء والجهالة ما ليس منه هذا كلام الإمام مالك رحمه الله في الموطأ انتهى كلامه .

وقد ذكر مطرف رحمه الله أن الإمام مالك رحمه الله كان يصومها بخفى ومع أن الأمام مالك ليس كلامه الطعن في الحديث وإنما أدرك أقواماً جعلوها كأنها فرض إذاً هو لا يرى إنكار صيامها ولكنه كره ذلك لوجود أسباب معينه ولعل من أسباب ذلك ما قاله الإمام بن عبد البر رحمه الله كما في كتابه التمهيد حيث قال( لم يبلغ مالكا حديث أبى أيوب الانصاري على أنه حديث مدنى )
أما من طعن فى الحديث وقالوا أن في سنده سعد بن سعيد بن قيس وضعفوه وقالوا هو صدوق سيء الحفظ

قال الإمام ابن السبكي قد اعتنى شيخنا أبو محمد الدمياطي بجميع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلا رووه عن سعد بن سعيد وأكثرهم حفاظ ثقات منهم السفيانان وتابع سعد على روايته أخوه يحي وعبد ربه وصفوان بن سليم

وغيرهم وهو مروي أيضا عن ثوبان وأبي هريرة وجابر وابن عباس والبراء بن عازب وعائشة .

أما الذين يطعنون في الست من شوال في عصرنا الحاضر فيظهر لي خطأهم وجهلهم وقولهم هذا تدليس يعمدون به إلى نكران ما هو ثابت ومن ثم لماذا يشتغلون بمثل هذا الإنكار على صيام الست ؟

مع أن الصيام مستحب في النوافل بعد الفرض وحث النبي صلى الله عليه وسلم على النفل في الصيام

قال النووي رحمه الله إذا ثبتت السنة لا تترك لقول بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم .
وعلى هذا فالحديث صحيح حيث أن الذي رواه الإمام مسلم وصححه , وسعد بن سعيد عند المحدثين هو ممن تقبل روايته خاصة أن الحديث له شواهد

والحديث هذا لم يتفرد به مسلم وإنما رواه غيره قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه في زاد المعاد لابن القيم رحمه الله أخرجه مسلم وأحمد وابو داود والترمذي وابن ماجة والدارامي بإسناد قوي وقال الإمام ابن القيم في شرح سنن أبي داود فإن العلل التي ذكروها لا توجب وهنه .
ولذلك فإن صيام الست هو أمر مشروع استحباباً و ينبغي على الناس أن لا يجعلوها كأنها فرض لازم وإنما هي سنه من شاء صام ومن شاء ترك .