الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رفع الأيدي مع التكبير في الصلاة في أربعة مواضع في مذهب الحنابلة .
من السنة رفع اليدين في الصلاة في مواضع أربعة :
الحالة الأولى : عند تكبيرة الإحرام .
الحالة الثانية : عند الركوع .
الحالة الثالثة : عند الرفع من الركوع .
الحالة الرابعة : بعد القيام من التشهد الأول .
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله ( وأما رفع اليدين في كل تكبيرة حتى في السجود فليست من السنة )
يقصد بذلك رحمه الله أن رفع الأيدي حال التكبير في مواضع معينة وهي ما ذكر أعلاه ثم هذا الرفع لايكون كرفع الدعاء بباطن الكف وإنما يرفع كما يكبر تكبيرة الإحرام.
وهذا بدليل ما رواه الإمام البخاري من حديث أبي قتادة بن ربعي « أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: كيف فوالله ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له اتباعا قال: بل راقبته قالوا: فاذكر قال كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك. فقالوا كلهم صدقت
. وأما سؤالك عن الخشوع في الصلاة فأفيدك أن الخشوع في اللغة من خشع يخشع خشوعاً
وفي الإصطلاح هو خشوع القلب والجوارح .
قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله سالت الأعمش عن الخشوع فقال يا ثوري أنت تريد أن تكون إماماً للناس ولا تعرف الخشوع سألت إبراهيم النخعي عن الخشوع فقال ليس الخشوع بأكل الخشن ولبس الخشن ولكن الخشوع أن ترى الشريف والدنيء سواء وتخشع لله في كل فرض .
قال الطبري رحمه الله كما هو في تفسيره الذين هم هم في صلاتهم متذللون لله بإدامة ما ألزمهم من فرضه ولقد أثنى الله عز وجل على الخاشعين في صلاتهم فقال سبحانه وتعالى ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ))
قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) قال والخشوع في الصلاة هو حضور القلب بين يدي الله تعالى إلى أن قال وتسكن حركاته ويقل إلتفاته متأدباً بين يدي ربه .
قال الإمام الحسن رحمه الله كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العفوية أسرع .
فعليك أخي أن تجتهد بإستحضار قلبك أثناء الصلاة ومما يساعد على الخشوع في الصلاة ما يلي :
1/ حسن التعبد لله عز وجل .
2/ إستحضار عظمة الخالق جل وعلا .
3/ الإستعاذة بالله من الوسواس والخطرات قبل الصلاة لمن تكثر عنده الوساوس .
ففي حديث عثمان بن العاص رضي الله عنه أنه اشتكى للرسول صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال ذاك شيطان يقال له خنزب إذا أحسسته فأتفل عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله منه وصلاتك صحيحة