الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الوارد في السلام هو التلفظ بقول السلام عليكم وهذا هو الأصل في السلام لحديث (يا أيها الناس أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم فهذا اللفظ هو الأصل في قول ذلك ولكن قد يحصل أن تجمع بين اللفظ والإشارة وهذا وارد أما الإشارة باليد أو الرأس دون التلفظ فهو مكروه لأنه لا يعد من السلام المشروع.
قال الإمام النسائي رحمه الله (كراهية التسليم بالأكف والرؤوس والإشارة) ويعني بذلك دون التلفظ. وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار كراهية الإشارة دون التلفظ بالسلام فقال : باب ما جاء في كراهة الإشارة دون التلفظ بالسلام فقال باب ما جاء في كراهة السلام باليد ونحوها بلا لفظ فقد جاء عند الإمام الترمذي رحمه الله عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنهها وبسند حسن (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ في المسجد يوماً وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم) ثم أعقبه فقال هذا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظ والإشارة لأنه ورد الحديث في لفظ آخر فسلم علينا وهذا اللفظ عند أبي داود رحمه الله.
وعلى هذا اتفاق الفقهاء رحمهم الله على أن السلام يكون لفظاً وإن جمع معه الإشارة فأحسن عند الحاجة للإشارة مع اللفظ.
جاء في كتاب أسنى المطالب للإمام زكريا الأنصاري رحمه الله قال: (ويجب الجمع بين اللفظ والإشارة على من رد السلام على أصم ليحصل به الإفهام ويسقط عنه فرض الوجوب) وورد في كتاب الفواكه الدواني ما نصه: (الظاهر أو المتعين أنه لا يكفي الابتداء بالسلام بالإشارة إلا إذا كان المُسلَّمُ عليه بعيداً عن المسلِّم بحيث لا يسمع صوته فيجوز أن يشير إليه بالسلام بيده أو رأسه ليعلمه أنه يسلم عليه.
وعلى هذا يتبين أن تحية الإسلام (السلام عليكم) بالإشارة دون لفظ لا يعد سلاماً بل مكروهاً وهو من التشبه بأهل غير ملتنا أما من لا يقدر وقت سلامه باللفظ واستعمل الإشارة لمانع يمنعه من اللفظ فهذا لا حرج فيه.