الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قرات قصتك كاملة و الحقيقة تألمت كثيراً من الشيء الذي حصل أمامك من والدتك أثناء طفولتك السابقة وما تعانيه الآن حال شبابك وعلى هذا أرى أن لا تجعل اليأس يقتل همتك ولا تستسلم للإنهزام والإحباط فيقتل فيك الفأل فكن ناصحاً لأمك موجهاً لها بالرفق ولا تيأس من عودتها للخير فحاول معها مذكراً لها بأن هذه الدنيا ممر وإنا إلى الله راجعون وإن الدنيا دار عمل والآخرة دار حساب وجزاء ثم حاول تذكيرها بالتوحيد وتجريد العبودية لله عز وجل وأحضر لها الكتب المختصرة كالكتيبات والمطويات لعلها تطلع وكن معها في دعوتها إلى الله حتى تحررها من هواها والشيطان الرجيم وأن تعمل على عتقها من الشبهات والشهوات حتى لا تستمر أسيرة للشهوات ومن ثم لك الحق بمنع هذا الرجل من الدخول للمنزل البتة وكن حامياً لأمك ومحاولاً رصد هذه الأحداث بعقل الحكمة لا بعقل التعجل .
وقبل هذا كله علق قلبك بالله ولا تيأس من التوفيق والنجاح فما أهون هذا يوم أن تعلق نفسك بالله تعالى . فالله عز وجل مع من لجأ إليه صادقاً ثم أكثر الدعاء لوالدتك بأن يهديها الله ويردها إلى الحق رداً جميلاً وألح في الطلب .
وكما جاء في كتاب أسرار السعداء ( هل نظرت إلى صنبور الماء يتساقط منه قطرات متقطعة ومتفرقة على صخرة صماء ؟ ولكنها متواصلة إنك سترى عجباً سترى تلك الصخرة الصماء التي لا يفلقها إلا الأشداء من الرجال بمطرقة من حديد وبعد جهد جهيد ستراها قد أثر فيها قطرات الماء وخدت فيها خداً ونقشت فيها نقشاً ) انتهى .
فالأمر يا أخي يحتاج إلى صبر وإحتساب فأنت أمام فتنة وأمام مشكلة تحتاج منك مع بدايتك في العمر إلى تعقل وحكمة ومشورة حتى تخرج منها بسلام وتكسب صلاح أمك وعودتها إلى الله عز وجل وتوبتها لتنجو من النار يوم القيامة فلعلك بهذا أدركت ما أبلغتك به .