الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) و الله تعالى و عد التائب الصادق النادم بقبول توبته و العفو عنه فقال تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون( أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) . فيا أختي الفاضلة ما فعلته بالماضي أرجو أن تصدقي في توبتك و ندمك و أبشري بخير بشرنا به القرآن و بشرنا به محمد صلى الله عليه و سلم أن من تاب و صدق في توبته و علاه الندم فان الله عز و جل يتوب عليه ثم تأملي بشارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم بقوله ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) , فما أجمل التوبة الصادقة تقشع عنك الهموم و تزيل عنك الغموم بإذن الله .
ثم إن الحياة الزوجية بنيت على حسن العشرة والتفاهم والمحبة والمودة , قال الله تعالى (( وعاشروهن بالمعروف ) وقال تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
فالحياة الزوجية بنيت على هذا التراحم والتواصل ليتولد العطاء الأسري ويتدفق الوفاء الإجتماعي في حياتنا وفيما بيننا وإنني أعجب أن تكون الحياة الزوجية صراخ وضجيج ولعن وسب والله تعالى يقول ( لتسكنوا إليها ) , فالزوجة سكن للزوج وملاذ له وهذا يعني إكتمال روائع الحياة الطيبة في الأسرة وكذلك أنبه الأخت احترامها لزوجها وإسعاده والعمل على تقوية الود بينهم .
فاي حياة زوجية هذه والتهديد بالطلاق سلاح الزوج لأتفه الأسباب مع زوجته !.
واي عشرة بينهما والزوجة تعمل على أسباب الخلاف والفجوة !.
فالحياة الزوجية وفاء وإحترام وسكن وصحوة ورحمة ومعاشرة بالمعروف , فهل أسعدتي زوجك ؟ واسعدك ؟ لتنعم بخير وعافية
لقد جعل الله عز وجل في الزواج الاستقرار والمودة والرحمة ومن هنا كان لا بد من الواجب على الزوجين الاحترام والتقدير المتبادل بينهما حتى تستمر العلاقة الزوجية برحمة وصلة وود .
فالتعاون والتفاهم بينهما يحمل معان كثيرة من الدفء والدعم النفسي لمسيرة العلاقة الزوجية
وأوصي الزوج أن يبادل زوجته حسن المعاشرة ويظهر لها المودة والمحبه وهذا إن فعله يدل منه على المرؤة وحسن الوفاء ثم ليدرك الزوج أنه مطالب شرعاً بتقدير زوجته والوفاء لها وأنه لايجوز له شرعاً هذا التصرف الذي ينم عن سوء عشرته وعلى هذا لك مطالبته شرعا بحسن العشرة مع الصبر .
فإذا استمر في إسائته وعدم حسن العشرة فلك الحق في مفارقته لتعيشي حياة هادئة بعيدة عن هذا الصخب الذي يولد المعاناة أعانكم الله .