السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
انا قريت هدي منتدي ماصحة ( الغيبة اشد من الزنا )
الغيبة والنميمة اشد من الزنا فالحذر الحذر
بسم الله الرحمن الرحيم
الـفـرق بيـن الغـيبة و البهــتان :
عن رسول الله – صلى الله عليه و آله - ( يا أبا ذر ! إياك والغيبة ، فإن الغيبة أشد من الزنا . . . قلت : يا رسول الله وما الغيبة ؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قلت يا رسول الله فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به ؟ قال : اعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته ).
أصــناف الغـيبة:
( وجوه الغيبة تقع بذكر عيب في الخلق و الفعل و المعاملة و المذهب و الجهل و أشباهه ) .
الغيبة تشمل النقصان في البدن و النسب و الخلق و الفعل و القول و الدين و الدنيا .
مثال الغيبة في البدن أن يقول ( فلان أعور أو أحول ) .
مثال الغيبة في النسب أن يقول ( فلان أبوه فاسق أو خبيث أو خسيس أو جاهل ) .
مثال الغيبة في الأخلاق أن يقول ( فلان المتكبّر و المرائي و الشديد الغضب و الجبان ) .
مثال الغيبة في الأفعال أن يقول ( فلان لا يحسن الركوع و السجود , عاق الوالدين , يغتاب الناس , قليل الأدب , كثير الكلام , كثير النوم ) .
مثال الغيبة في الثياب أن يقول ( فلان واسع الكم , وسخ الثياب ) .
و لا تقتصر الغيبة على القول باللسان بل تشمل الفعل المفهم لذلك و الإشارة و الإيماء و الغمز و اللمز و الكتابة و كل ما يفهم المقصود. ومن ذلك ما روي عن عائشة أنها قالت : دخلت علينا امرأة فلما ولّت أومأت بيدي أي قصيرة , قال ( صلى الله عليه و آله ) اغتبتها .
و من ذلك المحاكاة بأن يمشي متعارجاً كما يمشي ذلك المؤمن بل هو أشد من الغيبة لآنه أعظم في التصوير و التفهيم .
و من الغيبة أن يقول الإنسان : بعض من مرّ بنا اليوم أو بعض من رأيناه حاله كذا , إذا كان المخاطب معهم يفهم منه شخصاً معيناً .
من ذلك أن يقدّم مدح من يريد غيبته فيقول ما أحسن أحوال فلان . ما كان يقصّر في العبادات و لكن قد اعتراه فتور و ابتلي بما يبتلى به كلّنا و هو قلة الصبر . فيذكر نفسه بالذم و مقصوده أن يذم غيره و أن يمدح نفسه بالتشّبه بالصالحين المتعففين في ذّم أنفسهم فيكون مغتاباً مرائياً مزكياً نفسه فيجمع بين ثلاث فواحش .
ومن أقسامها الخفية الإصغاء إلى الغيبة على سبيل التعجب فإنه إنما يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب فيزيد الغيبة . فيقول للمغتاب ( ما كنت أعلم أن هذا يصدر من فلان !!!!!).
الســامـع للغـيبة
عن رسول الله – صلى الله عليه و آله - ( من أغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا و الآخرة ) .
دوافـع الغـيبة
( أصل الغيبة يتنّوع بعشرة أنواع : 1- شفاء غيظ 2- و مساعدة قوم 3- و تصديق خبر بلا كشفه 4- و تهمة 5- و سوء ظن 6- و حسد 7- و سخريّة 8- و تعجّب 9- و تبّرم 10- و تزيّن ) .
و إليك بعض الشرح :
الأول : تشفي الغيظ : عندما يغضب بسبب ذلك الشخص يشفي غضبه بذكر مساويه . و يدخل تحت التشفي الحقد و الحسد و الغضب فإنها عوامل تدفع الإنسان إلى الغيبة .
الثاني : موافقة الأقران و مجاملة الرفقاء و مساعدتهم على الكلام : عندما يتفكهّون بالغيبة يرى أنه لو أنكر عليهم أو قطع المجلس استثقلوه و نفروا منه فيساعدهم في الغيبة و يرى ذلك من حسن المعاشرة . وقد يغضب رفقاءه على إنسان فيغضب لغضبهم إظهاراً للمساهمة في السرآء و الضراء فيخوض معهم في ذكر عيوب ذلك الإنسان .
الثالث : يشعر الإنسان أن ذلك الشخص سيشهد عليه أو يطوّل لسانه عليه أو سيسقط شخصيته أمام الناس فيبادر قبل ذلك فيطعن فيه .
الرابع : أن يُنسَب إلى الإنسان تهمة فيبّرأ نفسه من ذلك بتهمة غيره . أو يذكر من شاركه في ذلك الإثم ليخفف من عتاب الناس عليه .
الخامس : قد يظن أن في تنقيص قدر غيره رفع لمقامه هو فيغتابه بقوله ( فلان جاهل و فهمه ركيك و كلامه ضعيف ) .
السادس : يحسد من يثني عليه الناس و يحبّونه فيغتابه ليسقط من أعين الناس .
السابع : السخرية و الإستهزاء و منشأ هذا الأمر التكّبر .
الثامن : اللعب و الهزل و المطايبة و تمضية الوقت بالضحك فيذكر غيره بما يضحك الناس على سبيل المحاكاة و التعجّب .
التاسع : يغتمّ بسبب ما يبتلى به أحد فيقول ( فلان مسكين قد غمّني أمره و ما ابتلى به ) و يذكر سبب الغم فيلهيه الغم عن الحذر عن ذكر اسمه فيذكره بما يكره فيكون مغتاباً .
العاشر : الغضب لله تعالى . فإنه قد يغضب على منكر قارفه انسان فيظهر غضبه و لكنه يذكر اسمه على غير وجه النهي عن المنكر فيكون مغتاباً .
عـلاج الغـيبة :
كل الأخلاق الذميمة تعالج بمعجون العلم و العمل و علاج كل علة بضد سببها .فيجب أن تعلم أن المغتاب عرضة لسخط الله تعالى و مقته و أن حسناتك تنتقل إلى ذلك الشخص و أما إذا لم يكن لديك حسنات فتنتقل سيئاته إليك . و أعلم أن الغيبة أكل لحم الميتة و هي قوت كلاب النار فهل ترضى ذلك لنفسك .و اعلم أن الاشتغال بإصلاح عيوب النفس أولى من ذكر عيوب الآخرين . و من رأى نفسه خالياً من العيوب فهو جاهل مسكين .
و أما العلاج الخاص فهو كالتالي :
إذا كان السبب الباعث على الغيبة هو الغضب فقل لنفسك ( إن أمضيت غضبي عليه سيمضي الله تعالى غضبه عليّ بسبب الغيبة ) .
عن رسول الله – صلى الله عليه و آله - ( إن لجهنم باباً لا يدخلها إلا من شفى غيظه بمعصية الله تعالى ) و عنه ( ص ) ( أوحى الله إلى نبي من أنبيائه :ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق ) .
و أما إذا كان السبب الباعث على الغيبة هو موافقة الأقران فاعلم أنك اشتريت رضا المخلوق بغضب الخالق و أي صفقة أخسر من هذه ؟؟!!!
و أما إذا كان السبب تنزيه النفس بنسبة الخيانة إلى الغير فاعلم أن التعرض لمقت الله جبّار السموات و الأرض أشد من التعرض لمقت الخلق . و أنت بالغيبة متعرض لمقت الله لا محالة كل ذلك لأجل تحصيل رضا الناس وأنت تعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك .
و أما قصدك المباهاة و تزكية النفس فتقدح في غيرك بالغيبة فاعلم أنك بالغيبة أبطلت فضلك عند الله و ربما نقص اعتقاد الناس فيك إذا أدركوا أنك تغتاب . و لو فرضنا أنك حصلت على المكانة عند هؤلاء القوم فما عسى ذلك أن يفيدك ذلك يا مسكين ؟؟!!!
و أما الغيبة للحسد فاعلم أن الحسد عذاب فلا تجمع معه عذاب الغيبة و تهدي إلى ذلك الشخص حسناتك و تأخذ سيئاته . و ربما كان حسدك سبباً لنشر فضيلة ذلك الشخص فقد قيل ( و إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود ) .
و أما إذا كان الدافع للغيبة هو الاستهزاء فاعلم أن مقصودك إخزاء غيرك عند الناس بإخزاء نفسك عند الله و عند الملائكة و النبيين !!!! .
و أما الضحك من المغتاب فاعلم أنك ضحكت منه قليلاً في ملإ صغير فكيف حالك و أنت تساق إلى النار و أنت تحمل سيئاته على ظهرك و هو يضحك عليك في ذلك الملأ !!!! .