أحذرمن مرض الفوقية في ميدان العلم
إني انصح الإخوة والأخوات في طلبهم للعلم أن يجعلوا طلبهم لله عز و جل ثم للعمل بالعلم و أن يتجنبوا الفوقية على غيرهم لأن طالب العلم يسعى للتواضع و أن يكون من وراء الطلب للعلم عدم التصدر و إنما نفع نفسه و نفع غيره و أن يكون العمل كله لله عز و جل و إبتغاء مرضاته
فإن طالب العلم يوفق بقدر ما عنده من إخلاص و صلاح في مقصده , ثم عليه أن لا يري في نفسه أنه أهل للعلم و أنه لا بد أن يشار اليه فهذا من أمراض النفوس و لهذا كان النبي عليه الصلاة و السلام يتعوذ بالله من شر النفس كما قال ( إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا )
قال الإمام الشافعي رحمه الله ( كفى بالعلم فضيلة أن يدعيه من ليس فيه و يفرح من يُنسب اليه و كفى بالجهل شينا أن يتبرأ منه من هو فيه و يغضب إذا نسب اليه )
و ينبغي أن تتعلم الحذر من الدنيا و الإغترار بها فطالب العلم لا بد أن يكون حذراً من الدنيا لأنها ليست دار قرار و إنما هي دار بلاء تنقضي و ما عند الله خير و أبقى , ثم نحذر الكبر الذي يؤدي الى التعالى و التعاظم على الغير الذي ينفخه الشيطان في النفس حتى يصاب بهذا التصنيف ( أنت أعلمنا أنت أخلصنا أنت شيخنا أنت و أنت من حب الثناء الذي تجيشه النفس الأمارة بالسوء )
فعلينا أن نحذر جريان هذه التصنيفات على أنفسنا و أن لا نجعل للشيطان مدخلاً علينا و أذكركم بقول أحد العلماء ( سُبقت بعلماء كالجبال و ما أنت عنهم إلا حصاء )
فعلينا أن نحذر مزالق و مداخل الشيطان على النفس )