الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من كان يصلي ويحصل له التفكر في أمور أخرى خارجة عن الصلاة صلاته صحيحة ولكن له الأجر قدر ما وعي من صلاته .
لذلك على المسلم أن يحاول يحضر قلبه أثناء الصلاة ويطرد الوساوس .
وأفيدك أن الخشوع في اللغة من خشع يخشع خشوعاً
وفي الإصطلاح هو خشوع القلب والجوارح .
قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله سالت الأعمش عن الخشوع فقال يا ثوري أنت تريد أن تكون إماماً للناس ولا تعرف الخشوع سألت إبراهيم النخعي عن الخشوع فقال ليس الخشوع بأكل الخشن وليس الخشن ولكن الخشوع أن ترى الشريف والدنيء سواء وتخشع لله في كل فرض .
قال الطبري رحمه الله كما هو في تفسيره الذين هم هم في صلاتهم متذللون لله بإدامة ما ألزمهم من فرضه ولقد أثنى الله عز وجل على الخاشعين في صلاتهم فقال سبحانه وتعالى ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ))
قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) قال والخشوع في الصلاة هو حضور القلب بين يدي الله تعالى إلى أن قال وتسكن حركاته ويقل إلتفاته متأدباً بين يدي ربه .
قال الإمام الحسن رحمه الله كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العفوية أسرع .
فعليك أخي أن تجتهد بإستحضار قلبك أثناء الصلاة ومما يساعد على الخشوع في الصلاة ما يلي :
1/ حسن التعبد لله عز وجل .
2/ إستحضار عظمة الخالق جل وعلا .
3/ الإستعاذة بالله من الوسواس والخطرات قبل الصلاة لمن تكثر عنده الوساوس .
ففي حديث عثمان بن العاص رضي الله عنه أنه اشتكى للرسول صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال ذاك شيطان يقال له خنزب إذا أحسسته فأتفل عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله منه )
ولا يشترط أن من لا يبكي في صلاته فصلاته ناقصة قد يكون الخشوع من السكون في القلب والجوارح دون بكاء .