الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالك
هذه المسألة فيها أقول الأول قول أهل السنة والجماعة أن النار والجنة خلقهما الله للبقاء لا للفناء فهما باقيتان فأهل الجنة في الجنة خالدين فيها أبدا كما قال الله ( إن اللذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها أبدا لا يبغون عنها حولا ) سورة الكهف أما أهل النار فهم صنفان الصنف الأول من يدخلها من أهل التوحيد وذلك لمعاصيهم حيث قضى الله عليهم بالعقاب فهؤلاء لا يخلدون فيها الصنف الثاني فهم الكفار وأشباههم فخلودهم في النار أبدا لا يخرجون منها وهذا الخلود جاءت فيه النصوص من الكتاب والسنة قال الله تعالى (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ( 36 ) وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ) سورة فاطر وقال الله تعالى ( وما هم بخارجين من النار ) سورة البقرة والأحاديث في هذا الأمر أيضا كثيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لاموت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه ) قال الامام ابن حزم رحمه الله ( والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان لأنهما خلقتا للأبد لا للفناء ) وقال الإمام محمد بن أبي زمنين رحمه الله ( وأهل النار السنة يؤمنون بأن الجنة والنار لا يفنيان ولا يموت أهلها ) وفي هذا آيات وأحاديث وآثار كثيرة
القول الثاني / أن أهل النار يعذبون فيها إلى زمن معدود ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم آخرون وهذا القول من أباطيل اليهود حيث قالوا كما ذكر الله عنهم (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ( 80 ) بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 81 ) ) سورة البقرة
القول الثالث / قالوا أن أهل النار يخرجون منها بعد حين حيث تبقى النار على ما هي فيه وليس فيها أحد وهذا قول باطل أيضا
القول الرابع / قالوا أن النار تفنى بنفسها وهذا قول الجهمية وهو قول باطل وهناك أقوال أخرى مشابهة لهذه الأقوال التي تخالف النصوص الشرعية ولأن أكثر هذه الأقوال اعتمد قالوها على فهم سقيم للآيات والأحاديث أو بنوها على أحاديث موضوعة أو ضعيفة
والحق أن أهل الجنة في الجنة ينعمون وهم فيها خالدون وأن أهل النار قسمان عصاة موحدون يعذبون بمشيئة الله ويخرجون منها برحمة الله والقسم الآخر كفار ماتوا على كفرهم فهم يخلدون فيها ولا يخرجون منها أبدا وأما قول أنه ليس من حكمة الله استمرار العذاب على الكافرين في النار فهذا غير صحيح بل من حكمته سبحانه وتعالى الجنة والنار