امل المساعده

[باحث عن توبه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياشيخ ارجو ان تاخذني بحلمك وصبرك المعروف عنك وتتحمل كثر ماسكتبه
انا كنت شاب فاجر اعمل المعاصي والفواحش دون اي تردد وهي كثيره لى اريد ان اذكرها امام الملاء فيها كل مايخطر ببالك من فواحش ومعاصي ولا اقوم بفعل اي شيء من الطاعات الا ماندر حتى الصلاة كنت قليلا ما اوديها وكنت افطر بعض ايام رمضان واصوم احيانا , وفي يوم من الايام قدر الله لي ان يحدث لي بسبب خطا فني انني شارفت على الموت لكن القدير سلم وبقيت في المستشفى لاكثر من شهر لدرجة ان كثير من من حولي اصابه الياس في عودتي للحياه مجددا. وبعدها بحمد الله عاد الي جزء من عافيتي واحتجت الى عدة اشهر لاعود كما كنت صحيا ولو انه مازالت هناك بعض المشاكل الخفيفه .
الحمد لله العلي القدير على كل شيء.
وبعد هذه الحادثه وبعد شفائي من المرض بدات افكر في ماكنت افعله وكثرة ذنوبي واسال نفسي ماهو موقفك لو انك انتهت حياتك وذهبت للمولى بكل هذه الاثام اين تتوقع مصيرك.
قررت ان ابتعد عن ماكنت افعله وهجرة كل ماكان يقودني الى المعاصي رغم المحاولات من بعض الاشخاص لاعادتي كما كنت فتلقيت كثير من الاتصالات بعد ماحدث من فتيات كان لي علاقه بهن يدعنني فيه للعوده اليهن ولكني كنت اقوم بفصل المكالمه مباشره حتى لاتجرني نفسي الى المنكر مره اخرى
كما ان بعض الشباب اذا اتيت اليهم يعرضون علي المخدرات هبه كما كنت اتعاطاها مسبقا لكني رفضتها وبدات اهجرهم بعدها اكدوا لي انه في حال وجودي لا يضهرونها مره اخرى
كما اصبحت ارفض ان اجلس في مكان يوضع فيه التلفاز على قنوات الاغاني والمجون وكنت اترك جلسات الشباب اذا وضعوا هذه القنوات
واصبحت اصلي فروض الخمس بالمسجد واصلي قيام اليل قبل ان اذهب الى النوم واصوم الاثنين والخميس بقدر ماستطيع واتصدق على الفقير والسائل واتصدق اذا اخبرت عن مكان به خير كبناء مسجد او ماشابه
ولكن ياشيخ رغم كل ماقمت به مسبقا من اثام ومنكرات عندما قررت التوبه لم تنزل من عيني دمعة واحده صحيح ان شعرة بضيقه وانقباض في الصدر عندما اتذكر ماكنت عليه ولكن لم تدمع عيني وما زلت اشعر ان توبتي غير كامله حيث مازلت افعل بعض المعاصي صحيح اني استغفر واتوب عنها مباشره ولكني اخاف من عودتي الى ماكنت عليه
وحاولت كثيرا ان اخذ عضه من كثير من القصص التي في اشرظة الدعوه واحرص على الاشرطه التي يكون فيها ذكر الاخره ومواقف اهل الاثام
ولكني مازلت اتساهل في بعض الاعمال واخاف كثيرا على نفسي من العوده الى ماكنت عليه
مع العلم ياشيخ اني خجول جدا لدرجة اني حاولت ان اقابل احد المشايخ واتكلم معه عن قصتي ولم استطع ولولا كون هذا منتدى كتابه دون المواجهه ماستطعت عرض قصتي
لذا اتمنى ان يكون في قصة عظه لشباب الامه واتمنى ممن هو على شاكلتي سابقا ان يسال نفسه ماذا لو انه وهو في عمله او سيارته حدث حادث وانتهت حياته ماذا يقول حين يسال عن افعاله
كما اتمنى منك ياشيخ امرين
الاول ان ترشدني كيف استطيع ان اجعل دمعتي تسيل لعظم اثامي وعظم مولاي الذي عصيته
وماهي الاعمال التي تكون كفاره لي عن هذه الفواحش
الثاني ان تدعو لي بالمغفره
وهل تعتقد ان توبتي بهذا الشكل مقبوله كما في علمك
نفع الله بعلمك وجعل ماتفعله في موازين حسناتك واسكنك الفردوس الاعلى

[الشيخ عيسى]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الباحث عن التوبة لا تيأس من رحمة الله عز وجل فإن العبد مهما قارف من الذنوب والخطايا ولجأ إلى الله عز وجل بتوبة صادقة نصوحة فإن الله كما وعد في كتابه يقبل توبته ويغفر ذنبه قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8))
وقال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وقال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)
والرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ بنا إلى الأمل وعدم اليأس وها هو يقول ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ).
ويقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر )).
والذنوب مهما كانت ولو بلغت عنان السماء وتاب الإنسان منها توبة نصوحاً فإن الله يتوب عليه ويبدلها له حسنات .
وأنصحك أخي الفاضل أن تخرج من مأزق الضيق إلى سبيل الأمل والفلاح , وكن حذراً مستقبلاً من العودة إلى ما كنت عليه سابقا وأحمد الله عز وجل على أن فتح قلبك وعدت إلى الله .