الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله تعالى يقول في كتابه (فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ) سورة الحج آية رقم 5
يقول المفسرون أي تامة وغير تامة فقولنا عيب خلْقي هذا من الإخبار بواقع الحال لهذا الإنسان فالله تعالى يخلق كيف يشاء فمنهم التام ومنهم الناقص كما قال الله تعالى (يصوركم في الأرحام كيف يشاء) سورة آل عمران.
فقد يولد ناقصاً وهذا عيب من ناحية إخبارنا عن حاله فنقول عيب خلْقي عضوي أو تناسلي أي أن الله سبحانه وتعالى خلقه هكذا فهذا لا مطعن في الخالق مع أن الإنسان خلقه الله في أحسن تقويم كما قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وقوله تعالى (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين).
لكن قد يحصل النقص في الخلقة إذا أراد الله عز وجل ذلك لهذا الإنسان وعلى هذا فالمقصود أن النقص الذي يريده الله لهذا الإنسان كنقص في خلقته فهذا يعاب به عند الناس من ناحية قولهم به عيب خلْقي لكن لا يقال هذا على سبيل الذم والتعيير واللمز وإنما يقال هذا إذا احتجنا لذلك في أمر لا بد من بيانه ولهذا تجد في القرآن يبين الله ذلك في كتابه فقال سبحانه ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) سورة الفتح آية 17. والعمى والعرج وصف لحالة هذا الإنسان وقد ذكره الله تعالى بوصف حال هذا النقص الحاصل له في الخلقة التي خلقه الله عليها.
ولذلك تكلم الفقهاء حتى في باب النكاح عن عيوب الخلقة المصاب بها الإنسان لأنهم يتكلمون عن حالة الإنسان فقالوا بذلك فقد روى الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه قال الإمام الزهري رحمه الله (ذا تزوج الرجل المرأة وبالرجل عيب لم تعلم به كجنون أو جُذام أو برص خيرت) وقال الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد في باب النكاح (والقياس أن كل عيب ) فهو يريد العيوب في خلقة الإنسان ولهذا أطلقوا كلمة عيب عن الحالة المخلوقة في الإنسان ولم يرو بها بأساً وإن كان بعض العلماء قالوا بترك ذلك تأدباً لكن الصحيح قولها