مسائل العقيدة مناقشة الشيخ بما يخص مسائل العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-2013, 12:58 PM   #1
تفائل
عضـــو جديـــــد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 6
افتراضي استفسار مهم جدا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا اول مشاركة لي واتمنى ان اجد الأجابة الشافية

جميعنا يعلم ان الأنسان مخير بين الكفر والأيمان .. فهل يعني هذا ان المسألة حرية شخصية ؟

لأن قرأت قول للشيخ سليمان الماجد يقول ( ان من قال ان الصلاة حرية شخصية يكفر ويخرج عن الملة )

فكيف نجمع بين قول الانسان مخير بين الكفر والأيمان وبين قول من اعتقد ان اوامر الله حرية شخصية كافر ؟

وهل يدل كلام الشيخ الماجد ان لايوجد حرية شخصية في اوامر الله ؟ اذا كيف يكون التخيير ؟

الأمر اختلط على كثيرا افتوني وفقكم الله

تفائل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2013, 09:56 AM   #2
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,143
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله تعالى أمر الخلق كلهم بعبادته فمنهم من آمن وصدق ومنهم من جحد وكفر فالذي آمن وصدق فقد تفضل الله عليه بهذه النعمة ولهذا يقول الإمام البربهاري رحمه الله كما في كتابه شرح السنة : (أعلم رحمك الله أن الله تبارك وتعالى دعا الخلق كلهم إلى عبادته ومنَّ بعد ذلك على من شاء بالإسلام تفضلاً منه )
ومن هنا علينا أن ندرك كما جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال : ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً ثم يكون علقةً مثل ذلك ثم يكون مضغةً مثل ذلك ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويُؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله وعمله ، وشقي أم سعيد . فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة ) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله .
فهذا الحديث يبين حال الإنسان من العدم إلى الوجود بأمر الله عز وجل فأطوار خلق الإنسان من إمكان النطفة ثم العلقة ثم المضغة إلى أن يخرج إلى هذه الحياة ثم الإبتلاء بالعمل واختيار الله عز وجل لعبده
فقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ) المقصود تخلقه في بطن أمه وما يكون عليه وله في هذه الحياة فقد جاء في الحديث أن الله تعالى قال للقلم : ( أكتب , فكتب مقادير كل شيء وعرشه على الماء ) فقوله ( أربعين يوماً نطفة ) النطفة هي المني وأصلها الماء القليل ( ثم علقة ) وهي الدم الغليظ فتلك النطفة تنتقل إلى علقة دماً غليظاً ( ثم مضغة ) وهي لحمة صغيرة وجاء في الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه وقال : أي رب مخلقة أو غير مخلقة ؟ فإن غير مخلقة قذفها في الرحم دماً ولم تكن نسمة وإن قال مخلقة قال الملك : أي رب ذكر أم أنثى ؟ أشقي أم سعيد ؟ مالرزق ومالأجل وبأي أرض تموت فيقال له إذهب إلى أم الكتاب فإنك تجد فيها كل ذلك فيذهب فيجدها في أم الكتاب فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي إلى آخر صفته ) وقوله ( يبعث ملكاً ) أي يبعث ملكاً موكلاً لينفخ فيه الروح , قال الحافظ بن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري : أن العلماء اتفقوا على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر وقوله : ( يؤمر بأربع كلمات) أي : يؤمر الملك بكتابة أربعة أمور قضاها وقدرها الله عز وجل على هذا الذي نفخت فيه الروح وهي الرزق والعمل والشقاء والسعادة
أما من ناحية الأعمال فالله تعالى لم يجبر أحداً على فعل نفسه وما قال بذلك إلا الطائفة الجبرية التي قالت جُبرنا على أفعال أنفسنا .
وهذا الكلام لا يستوي مع الإيمان بل هو مخالف له لأن الله تعالى خلق الخلق ووهبهم عقولاً يعرفون بها الفطرة ويعملون بها ما ينفعهم وما يضرهم ثم أرسل لهم الأنبياء والرسل وأنزل الكتب ثم نجد في القرآن الكريم أن الله تعالى يقول ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) وقال الله تعالى ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )
وأذكر مقالاً على ذلك أن رجلاً جاء إلى جعفر الصادق رحمه الله فقال له : هل أنا مسير أم مخير ؟ فقال : ( الله أراد بنا أشياء وأراد منا أشياء فأخفى ما أراد بنا وأظهر ما أراد منا فاحتججنا بما أراد بنا وتركنا ما أراد منا )
ولهذا يتبين لنا أن الإنسان مسير في أشياء ومخير في أشياء لكن لا ينبغي أن نقول أن الإنسان مسير على أفعال نفسه لأنه من يقول هذا فإنه يقول أن الله يأمر بالمعاصي وهذا لا يجوز فالله تعالى يأمر بالعدل والإحسان .


التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ عيسى ; 02-04-2013 الساعة 10:05 AM
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.