السلام عليكم,
أنا فتاة مصرية مسلمة, تعرفت منذ حوالي عامين بشاب هندي عن طريق الإنترنت, ونشأت بيننا علاقة أساسها وعداً بيننا على أن نتزوج بمجرد أن نصبح جاهزان للزواج. هو شاب متدين جداً وعائلته متدينة, يصلي كل الفروض في الجامع, يحفظ القرآن و يخاف الله كثيراً. هو وأهله يعيشون في السعودية ولكنه لا يجيد اللغة العربية. منذ تعرفنا وهو لا يدخر جهداً ويحاول بشتى الطرق أن يقربنا من اليوم الذي يجمعنا فيه بيت واحد, فترك عمله الذي يحبه لكن لا يعطيه راتباً كافياً يمكنه من الزواج وإعالة أسرة, ووجد عملاً أخر.
حياتي الأسرية لم تكن أبداً مستقرة بسبب إنفصال والدي ومشاكل أخرى. وفي الحقيقة كان هو دائماً يدعمني ويستمع إلى ويتعاطف معي ولم أرى منه سوى كل الحب والإطمئنان, كما أنه أخذ يشجعني على الصلاة والصيام حتى أنتظمت فيهما.
كانت الحياة وردية والعلاقة جميلة جداً إلى أن أتخذت قراري بمفاتحة أهلي وأصدقائي بالأمر. لم يتقبل أي شخص بالموضوع وكانت نصيحة الجميع لي هي أن أبتعد عنه لأن الإختلافات بيننا ستكون كبيرة جداً ولن نتمكن من الإستمرار في الزواج, هذا إذا لم يكن كاذباً أصلاً ولا ينوي المجئ. حدثوني كثيراً عن العادات التي قد أجدها مقززة مثل عادة الهنود في تناول الطعام بأيديهم, أو عن ما هم مشهورون به من رائحة غير لطيفة و أخبروني أنني عاجلاً أو آجلاً سأضطر للعيش معه في الهند وهو مكان لن أتحمله خاصة وأنا وحيدة بعيدة عن أهلي أقوم بخدمته وأهله, وأنا غير معتادة على هذا مطلقاً حيث أنني البنت الوحيدة وأهلي يدللونني كثيراً. كما حدثوني عن عائق اللغة وأنني سأعيش مع اناس لا أفهم ما يقولون, ولا يفهمون ما أقول, وسأنجب أطفالاً وأقوم بتربيتهم وأنا حتى لا أتحدث لغتهم.
طلبت مني أمي أن أوجه له بعض الأسئلة التي عرفت منها أنه لن يسمح لي بالعمل, سيكون علي إرتداء النقاب, وأن الهنود لا يسمحون لأبنائهم بالإستقلال بعد الزواج, أي أننا لا بد أن نعيش مع أهله في بيت واحد. ورفض أهلي الأمر تماماً عندما علموا بأنني لن يكون لي بيت مستقل.
كما أنه أخبرني أنه لن يستطيع أن يسمح لي بمشاهدة الأفلام التي أحبها كثيراُ ولا الإستماع إلى الأغاني لأنه يرى أنها حرام, كما أن أهله مستحيل أن يقبلوا أن يكون بينهم من يشاهد الأفلام ويستمع إلى الأغاني. كما أنه لا يستطيع أن يطالب أهله بدفع أي مهر أو شراء ذهب إذا ما طلب أهلي ذلك, وهم بالطبع سيطلبون.
دار بيننا نقاشاً حادً أشبه بالعراك وقررنا الإنفصال, ولكنه عاد وأخبرني أنه لا يستطيع أن يتركني وأنه يوافق على كل ما أطلب, وسيعمل بجد حتى يوفر كل ما يطلبه أهلي من مهر أو ذهب أو ما إلى ذلك. كما أنه سيوافق على أن أعمل وإن كان يكره ذلك.
عادت العلاقة بيننا قوية مرة أخرى: ولكن في نفس الوقت تقدم لخطبتي شاب مصري رائع في كل شئ,ناجح, وسيم, طموح وبه كل ما تتمناه أي فتاة, كما أنه متفتح ويؤمن بحرية المرأة وضرورة مشاركتها في الحياة والعمل و ما إلى ذلك, وهو في كل ذلك يشبه عائلتي كثيراً.
أستمر أبي وأمي في الضغط علي من أجل الموافقة على الزواج من هذا الشاب, وأعترف بأنني أخطأت لأني سمحت لنفسي بأن أقابله وأعطي فرصة لنفسي بالتعرف عليه. لم أجد به أي عيب, ولكني مازلت غير قادرة على ترك هذا الشاب الهندي وما زلت أشعر نحوه بالحب.
يخبرني الجميع بأن هذا ليس حباً لأنني حتى لم أراه في الحقيقة, ولكنه وهم وإحتياج كنت أشعر به وفراغ كان قد قام بملئه. لكنني لا أستطيع أبداً أن أتخيل أن أعيش بدونه. أخبروني أيضاً أن أفكر بمصلحته أيضاً وألا أكون أنانية لأننا إذا فشلنا فسأكون قد دمرت حياته هو الأخر وليس حياتي أنا فقط.
أشعر بأن قلبي سيتوقف في اللحظة التي سأقرر تركه فيها, ولكن في نفس الوقت أخشى جداً العواقب وأعرف أني ليس لدي القوة الكافية لأحارب وأتحمل وأصمد إذا ما كانت الحياة بيننا صعبة, كما أنني أخاف جداً من يوم اللقاء.. ماذا إذا لم أشعر بكل ما أعتدت الشعور به حين أراه؟!
لقد أخبرني أنه سيبدأ في التخطيط للقدوم إلى مصر ومقابلة أهلي, وبهذا فإنه يفي بعهده ويثبت أنه بالفعل إنساناً صالحاً ويحبني بحق..
يجب علي أن أتخذ قراري سريعاً.. هل أرضخ لحكم القلب وأغامر بحياتي مع من أظن أني أعشقه.. أم أستمع لصوت العقل وأتزوج من الناجح الطموح الوسيم الذي تشير كل العلامات إلى أنه الإختيار الأفضل..
أشعر بأنني إن لم ألتزم بوعدي مع الهندي فإنني ساكون خائنة عديمة الضمير وسيعاقبني الله عاجلاً أو آجلاً على جرحي لقلبه وهو لم ينو تجاهي سوى الخير.
أفيدوني أثابكم الله..