قضايا الشباب مناقشة الشيخ بما يخص قضايا ومشاكل الشباب في المجتمع وطلاب المدارس والجامعات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-28-2007, 05:44 PM   #1
غير مسجل
زوار الموقع
 
المشاركات: n/a
افتراضي ؟؟؟؟

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
اولا اشكركم على اهتمامكم ومشاركتكم فى انارة الطريق امام الكثير من الشبا وثانيا اسف للاطالة.
حيث ان مشكلتى ليست مشكلة بقدر ما هى الحاجة الى سرد شريط ذكريات حياتى لا اعرف اين موطن هذا الداء الذى يكدر صفو حياتى فانا اعتبر نفسى كتلة من التناقضات فانا شاب فى مقتبل العمر تربيت فى اسرة متوسطة الحال دات حياتى فى الاقامة فى المدينةحتى 9سنوات ثم انتقلت للمعيشة فى القرىةمسقط رائسى الذىمازلت اعيش فيها حتى الن وربما هذة اول مشكلتى مما ادى الى صعوبة التواصل مع الزملاء فى تلك المرحلة وعندما دات اتعامل معهمانتقلت الى المرحلة الثانوية الى مدرسة بالمدينة غير المدرسة الذى كان فيها زملائى اننى انهيت دراستى الثانوية ولم استطيع ان اكون صداقة مع زميل واحد طوال ثلاث سنوات كان هناك فاصل بينى وبينهم دائما لم استطيع ان اكون مثلهم فى الخروج واللعب واشياء اخرى كثيرة لم استطيع ان افعلها مع الرغبة فيها وبدا امامى اول حلم فى المرحلة الثانوية وهو دخول كلية الشرطة او احدى الكليات العسكرية وبالرغم من اجتيازى كل الاختبارات الا اننى لم اوفق فى امتحان الهيئة كانت المرة الاولى التى ابكى فيها كنت فى هذة المرحلة ملتزم امام االناس وبداخلى اريد ان افعل غي سنوات ر ذلك وقد ارتكبت جرم عظيم فى هذة الفترة اسال اللة العظيم ان يغفرةوانتقلت الى المرحلة الجامعية كلية اقل حتى من مجموعى او التنى كنت ارغب فيها ومرت المرحلة الجامعية فى تخبط رغبة فى فعل اشياء كم كنت اود ان اتحدث البنات فى الجامعة كم كنت اتمنى ان اعيش قصة حب مثل ما يحكى لىولم استطيع ان افعل ذلك لا اعرف ما منعنى هل هو الخجل ام عدم القدرة على مواجهة الجنس الاخر كنت اكتفى النظر الى الانسانة فقط فقد ظللت انظر الى زميلة لى لمدة عامين ولم استطيع ان اتحدث اليها مع انها كانت متبرجة الا اننى كنت احبها لا اعرف احبها ام ارغب فيها ام ماذا فى مرحلى الجامعة تعرفت علىجماعة الاخوان لا اعرف كيف ولكننى اصبحت انعت باننى واحد من الاخوانربما للالتزام الذى يراة الناس فى ولا ارة فى نفسى مع اننى كلما نظرت الى هولاء الاخوان اجد ان هناك فارق كبير بينى وبينهم فهم اناس تحمل هم هذا الدين ليل ونهار يريدون الخير لكل الناس لا يخشى احدا منهم احدا الا اللة يبذل كل ما يملك فى سيل اللة يرى متعة فى محاولة الاصلاحونظرا لصغر حجم علاقاتى ارتبطت بهم فلا اجد احد بجوارى غيرهم فى المرحلة الجامعية كانت لدى رغبةى فى السفر الى الدول الاوربية لاستكمال الدرسات العليا والعمل لاصبح كالفايد او زويل او جيتس كان لدى امل يناطح السحاب ومازال واخذت فى المذاكرة مع الالتزام الذى اراة ظاهريا فقط واكرمنى ربي واصحت من اوائل الخرجين وتم التخرج وعملت بالقطاع الخاص وذاد ت علاقتى بالاخوان وتعرفت على ما يعرف بالدعوة السلفيةمع العلم باننى كنت فى احد الطرق الصوفية فى المرحلة الابتدائيةوتم تعينى فى وظيفة محترمة ولم اشعر يوما بالرضا فى هذة الوظيفة رغم انها تعد وظيفة جيدة جدا مما ادى الى اهمالى فيها وعدم انجاز مايطلب منى فيها حيث اننى اصبحت اشك فى الرات واحس اننى اكل حرام وجاءت الانتخابات وخاض الاخوان الانتخابات التى ادت الى ظهور كل الاخوان ونظر الناس الى على انك شخص ملتزم (شيخ)وكلما نعتنى احد هذا اللقب احسست باختناق او قال انك من الاخوان حيث اننى لا استحق هذا اننى اقل من ذلك بكثير اين انا من هذا انا شخص اقل من ذلك بكثير اننى غير ملتزم بعملى الذى اتقاضى الراتب من اجلة اتطلع للاعلى دائما وار غب فى الاكثر دائما اذا كنت فى مجموعة ولديهم الرغبة فى فعل منكر اسكت بل قد اشاركهم اننى امارس العادة السرية من 9 سنوات ولم استطيع ان اتوقف اننى احببت فتاة متبرجة ليس التى فى الجامعة ولكن اخرى وقد ارسلت واستشرت سيادتكم

اننى لا اعرف كيف اسير فى حياتى وجاء ما كنت اخشاة تم اعتقالى لمدة يوم مما جعل الناس تنظر الى على اننى مدافع عن الحق مجاهد ولو علمو ما بداخلى فاتا لا استحق الا ان اكون حذاء لهم
اننى يا سيدى اشكو هذا الصراع الداخلى ماذا افعل كيف ابدا من جديد اظل مع الصحبة الصالحة( الاخوان) ام ماذا كيف اتعرف على ما اريد اننى لدى رغبة فى ان اكون شى مفيد لهذا الوطن ولى رغبة فى ان امارس كل ما اريد دون ان اضع لنفسى قيود او غيرها اننى كتلة من التناقضات عد هذا الاعتقال اصحت ناقم على هذا الوطن رغم اننى لم افعل او افكر فى اى شي قد يضر هذا البلد
لقد تعبت من الكتابة والتفكير كل ما ارجوة منك هو ان تساعدنى لاخرج من هذا النفق المظلم الى حياة احس فيها بالراحة النفسية احس بمتعة ما انعمة اللة على اننى لا يعجبنى اى شى اننى لا تعجنى حتى ملابسى التى اشتريهاولا يعجنى شكلى ولا وظيفتى
ماذا افعل
السلا م عليكم ورحمة اللة وبركاتة

  رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 12:25 PM   #2
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,143
افتراضي

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:-
أخي الفاضل لتعلم أننا لم نخلق لنعيش الحياة بطولها و عرضها من اجل أن ننغمس في شهواتها و ملذاتها مع التيه . كلا بل خلقنا لنعبده و هو غني عنا يريد بنا الخير هدانا سبيل الرشاد فلذلك لا بد لنا من تصحيح مسارنا في الحياة , على أن يكون مسارا سبيله الصراط المستقيم الذي لا إعوجاج فيه و هذا هو السبيل الموصل الى الجنة و الفوز بالآخرة لذلك اُوصيك أخي أن تلاحظ في نفسك و تعمل على تربيتها على حب الله و حب الخير و شحذ همتها الي المعالي و الرغبة لما عند الله عز و جل في الآخرة قال تعالى ( و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).
أن السلف الصالح هانت الدنيا في أعينهم فباعوا دنياهم باخرتهم ، وأضحوا وقد ضحَّوا بدمائهم وأموالهم من اجل ذلك النعيم الخالد الأبدي حتى ترضّى الله عنهم .

قال الله تعالى 0والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم( [التوبة:100] .

يا أبا بكر كيف آنت والدنيا ؟

يقول أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – فيما رواه الإمام احمد بن حنبل في كتابه الزهد حينما دخل سلمان – رضي الله عنه – فقال له : يا خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أوصني . قال : (إن الله عز وجل فاتح عليكم الدنيا فلا تأخذوا منها إلا بلاغكم) .

يقول معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه : (إن الدنيا لم تُرد أبا بكر ولم يردها) .

نعم كان ربانيا جعل الدنيا مطية للآخرة ؛ ولهذا لما مات – رضي الله عنه – ذهب عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى زوجته أسماء بنت عميس يسألها كيف كان أبو بكر يعبد ربه حين يخلو بنفسه ؟ فتأمل الجواب !!

قالت : كان إذا جاء وقت السحر قام فتوضأ وصلى ثم يظل يصلي يتلو القرآن ويبكي ويسجد ويبكي ويدعو ويبكي ، وكنت آنذاك اشمُّ في البيت رائحة كبد تُشوى . فبكى عمر – رضي الله عنه وقال : إني لابن الخطاب مثل هذا ؟

قال الله تعالى : )ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين( [آل عمران:145] .

وهذا عمر – رضي الله عنه – فاروق الأمة : الذي جمع العلم والعمل وما دهش العلماء والعاملين وقام من الحد في السياسة والعدل ما اعجز الولاة والسلاطين ، وأضاف إلى ذلك من الزهد والصبر ما يلح دونه أهل العزم من الملوك والزاهدين . وهكذا صور شخصيته ابن الجوزي – رحمه الله .

ولنسال : كيف أنت يا عمر والدنيا ؟ !

وقال : (احذر أن تجعل لك كثير حظ من أمر دنياك إذا كنت ذا رغبة في أمر آخرتك) .

أقول : يشير إلى أمر المسابقة في أمر الآخرة ؛ فهو المطلب الذي يستحق أن تتنافس عليه مع السعي في الحياة ؛ فطلب الآخرة لا يعني أن نلغي العمل في الدنيا تماماً بل نعمر الأرض مع صلاح القلوب والقوى .

قال الإمام احمد في الزهد : (حدثنا عبد الله حدثني شجاع بن الوليد عن خلف بن خوشب أن عمر – رضي الله – قال : نظرت في هذا الأمر فجعلت إذا أردت الدنيا أضررت بالآخرة ، وإذا أردت الآخرة أضررت بالدنيا . هكذا فاضروا بالفانية) .

قال تعالى : ) فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين( [آل عمران:148] .

وهذا عثمان بن عفان :

ولنر كيف حاله مع الدنيا – رضي الله عنه – قالوا في سيرته : فانه لما تولى الخلافة لم يسعد بها ويفرح بها بل علته الكآبة لحبه للآخرة ؛ ومما يدل على ذلك انه قام خطيباً بهم وقال قوله تعالى : ) فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور( [لقمان : 33] .

يبين لهم أن الدنيا قد تغر المسلم فليكن منها حذراً ويقظا ، وينبههم إلى المصير المحتوم من اجل الاستعداد له ؛ فالدنيا في نظره لا تساوي شيئا ، ولهذا يقول : (لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية ) حتى صارت حياته في طاعة الله : ليله في القيام ونهاره في الصيام .

وتقول زهيمة : كان عثمان – رضي الله – يصوم النهار ويقوم الليل إلا هجعة من أوله ، وكان يحي الليل بقراءة القرآن . رضي الله عن عثمان وأرضاه .

قال تعالى : )تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يُريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين( [القصص:83] .

وهذا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه :

فإذا أردنا أن نعرف كيف هو مع الدنيا فتأمل قوله : (إن اخوف ما أخاف عليكم اثنتين : طول الأمل وإتباع الهوى . فأما طول الأمل فينسى الآخرة ، وإتباع الهوى فيصد عن الحق) .

إلا أن الدنيا قد ولت مدبرة ، والآخرة مقبلة ، ولكل واحد منهما بنون ؛ فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فان اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل ) .

هكذا الدنيا بنظره .

ويصف ظرار الصدائي – رحمه الله – حال الدنيا في نظر علي فيقول : (كان يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان والله غزير العبرة طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، ويعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، وكان فينا كأحد يعظم أهل الدين ويحب المساكين) إلى أن قال : (واشهد لقد رايته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يبكي بكاء الحزين ويقول : يا دنيا غرّي غيري ، اليّ تعرّضت أم اليّ تشوقت ؟ هيهات هيهات قد طلقت ثلاثا لا رجعة فيها ، عمرك قصير وخطرك حقير) أ . هـ . من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .

وحكى أن رجلا اشترى دارا وجاء إليه ليوثق الشراء فكتب له : (هذا ما اشترى ميت من ميت ؛ دار في بلد المذنبين في سكة الغافلين) ثم قال : (الحد الأول ينتهي إلى الموت ، والحد الثاني ينتهي إلى القبر ، والحد الثالث ينتهي إلى الحساب ، والحد الرابع ينتهي إما إلى الجنة وإما إلى النار) .

وهذا أبو عبيدة بن الجراح – رضي الله عنه – يقول في الدنيا : (لا تلهكم الدنيا فان المرء لو عُمّر ألف حول ما كان له بُدُّ من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون) .

قاله حينما طُعن فدعا من حضره من أصحابه ليعلمهم أن المصير قادم وان الدنيا ذاهبة

ترى الذي اتخذ الدنيا له وطنا

لم يَدْرِ أن المنايا سوف تزعجهُ

وهذا عبد الله بن أبي رواحة يقول وهو يصف حاله مع الدنيا حينما أراد الذهاب إلى مؤتة بكى ، فقالوا : وما يبكيك يا ابن رواحة ؟ قال : (أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ، ولكني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقرأ : ) وان منكم إلا واردها (قلت : لا ادري كيف لي بالصدور بعد الورود ؟ ) .

وهذا سلمان الفارسي – رحمه الله وأرضاه – يصف لنا حاله مع الدنيا فيقول حينما جاء سعد ليعوده فبكى سلمان ، فقال له سعد : وما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فلقد توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو عنك راضٍ وتردُ عليه الحوض وتلقى أصحابك . فقال : (ما ابكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عهد إلينا عهداً فقال : (لتكن بُلغَةُ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب) ثم قال وحولي هذه الاساود يعني : إجَّانة ، وجَفْنة ، ومِطْهرة . وهذه اوانٍ تستخدم للأغراض).

فتأمل لقوله : ولكن حولي هذه الاساود : إجانة وجفنة ومطهرة .

رواه المنذري والحاكم وقال : (صحيح الإسناد عن أبي سفيان عن أشياخه) .

وقال بعضهم : (أصاب الدنيا من حَذِرها وأصابت الدنيا من أمنها) .

وقال آخر : (اعملوا لاخرتكم في هذه الأيام التي تسير كأنها تطير) يعني هذه الدنيا .

وقال الحسن البصري – رحمه الله : (الدنيا كلها غم فما كان من سرور فهو ربح ).

وقال بعض العلماء كما ينقله الإمام علي بن محمد البصري الماوردي : (إن الدنيا كثيرة التغيير سريعة التنكير ، شديدة المكر دائمة الغدر ، فاقطع أسباب الهوى عن قلبك واجعل ابعد املك بقية يومك) .

وهذا إبراهيم بن ادهم يصف حاله مع الدنيا فيقول : (إذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا فاشتغلوا انتم بأمر الآخرة فان الدنيا مزرعة في الآخرة) .

وقال إمام الكوفة إبراهيم بن يزيد – رحمه الله : (كم بينكم وبين القوم ؟ أقبلت عليهم الدنيا فهربوا ، وأدبرت عنكم فاتبعتموها) .

قلت : إنما قال هذا لان قلبه تعلق بالآخرة ولم يلتفت إلى الدنيا إلا أنها دار ممر للآخرة .

إبراهيم بن يزيد هو ذاك الرجل الذي إذا سجد كأنه جذْمُ حائط ينزل على ظهره العصافير .

ولاهتمامه بالآخرة قال : (إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه) .

أقول : الله المستعان ، فكم مضيع للصلاة لا متهاون في التكبيرة الأولى ، وكم من نائم عنها ومفرط فيها وكم من مشغول عنها .

أيها السادرون انتبهوا .

أيها الغافلون تيقظوا .

أيها المخمورون بالدنيا توقفوا وتأملوا .

وآخر يقول حينما مر من عند باب ملك من ملوك الدنيا ، فإذا هو يصف الدنيا ، فيقول : (بابٌ جديد وموت عنيد ونزع شديد وسفر بعيد) .

وقال ابن معاوية الأسود صاحب سفيان الثورة – رحمهما الله - : (من كانت الدنيا همه طال غداً غمه ومن خاف ما بين يديه ضاق به ذرعه) .

ويقول الإمام سلمة بن دينار شيخ المدينة – رحمه الله : (يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة ) ثم قال : (انظر إلى الذي يصلحك فاعمل به وان كان فسادا للناس ، وانظر الذي يفسدك فدعه وان كان صلاحا للناس) .

ثم قال : (ما الدنيا ؟) .

فقال : (ما مضى منها فحلم وما بقي منها فأمان ، نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا) .

وقال سعيد بن جبير وهو يصف حاله مع الدنيا فقال : (ما عسى أن تكون ؟ هل هي إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها ؟) .

وهذا الإمام العلامة عبد السلام بن حبيب التنوخي ، وهو الذي يلقب بسحنون قال : (محب الدنيا أعمى لم ينوره العلم) .

وقال الإمام احمد بن أبي الحواري شيخ أهل الشام : (من نظر إلى الدنيا نظرة ارادةٍ وحب اخرج الله نور السقين والزهد من قلبه) .

وقال الإمام النيسابوري – رحمه الله : (سرورك بالدنيا اذهب سرورك بالله عن قلبك) .

ويقول العلاء بن يزيد – رحمه الله : (رأيت الناس في النوم يتبعون شيئا فتبعته ، فإذا عجوز كبيرة هتماء عوراء عليها من كل حلة وزينة ، فقلت : من أنت ؟ قالت : أنا الدنيا . فقلت : اسأل الله أن يبغضك الىَ) .

نعم انه يقول هذا الكلام لأنه كان ربانيا تقيا بكاء من خشية الله . هكذا وصفوه في السير . .

وقال سفيان بن عيينة : (قال لي أبو بكر بن عياش بن سالم الاسدي واسمه هارون بن حاتم : رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة) .

أقول : حصل له هذا لانه زهد الدنيا .

ومن ألطاف سيرته انه كان يختم القرآن في كل يوم وليلة ، فكان على نحو من أربعين سنة هكذا .

بكت أخته حين وفاته وهو في الرمق الأخير ؛ انتبه لها وقال : (ما يبكيك ؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختم أخوك فيها ثماني عشرة ألف ختمة).

فما أجمل حياتهم .

وهذا الإمام احمد – رحمه الله كيف هو مع الدنيا ؟

قال في المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام احمد : (هو إمام في الزهد ، فحاله في ذلك اشهر واظهر ، أتته الدنيا فأباها والرياسة فنفاها ، وعرضت عليه الأموال وفوضت إليه أحوال وهو يرد ذلك بتعفف وتعلل وتقلل ، ويقول : قليل الدنيا يجزي وكثيرها لا يجزي).

ويقول : (أنا افرح إذا لم يكن عندي شيء) .

ويقول : (إنما هو طعام دون طعام ، ولباس دون لباس ، وأيام قلائل) .

هكذا كان الإمام يفهم الدنيا وهكذا زهد فيها ، ذاك احمد بال في مرضه الدم ، فحمل ماؤه إلى الطبيب فقال الطبيب : هذا رجل فتت الخوف كبده .

وهذا الإمام الشافعي – رحمه الله – يقول في شأن الدنيا

لا تَأْسَ في الدنيا على فائتٍ

وعندك الإسلام والعافية

وقيل له : كيف أصبحت يا إمام ؟ قال : (أصبحت من الدنيا راحلا) .

وقال : (إن الدنيا دحض مزلة ودار مذلة ، عمرانها إلى الخراب صائر ، وساكنها إلى القبور زائر ، شملها على الفرقة موقوف ، وغناها إلى الفقر مصروف ، الكثار فيها إعسار ، والإعسار فيها ايسار ، فافزع إلى الله وارض برزق الله ، لا تتسلف من دار بقائك إلى دار فنائك ، فان عيشك فيء زائل وجدار مائل ، أكثر من عملك واقصر من املك ) .

وقال الحسن البصري – رحمه الله – وهو يصف حال الدنيا .

(الدنيا دار ظعن لا دار إقامة ، لها في كل حين قتيل ؛ تذل من اعزها وتفقر من جمعها ، هي كالسم يأكله من لا يعرفه وفيه حتفه ، فكن فيها كالمداوي جراحه ويحتمي قليلا مخافة ما يكره طويلا) .

وقال عمر بن عبد العزيز : (إنما يطمئن إلى الدنيا من امن عواقبها فان من يداوي من الدنيا كما أصابته جراحه من ناحية أخرى فكيف يطمئن إليها) .

وقال : (ما لي وللدنيا أم مالي ولها ) ثم بكى .

وقال مالك بن دينار – رحمه الله : (اتقوا السحارة فإنها تسحر قلوب العلماء) يعني الدنيا

وقال يونس بن عبيد – رحمه الله – وهو يصف الدنيا :

(إنها كرجل نائم فرأى في منامه ما يكرهه وما يجب فبينما هو كذلك انتبه) .

وقال ابن القيم – رحمه الله – يصف الدنيا وحالها :

(الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج وإنما تخطب الأزواج ليستحسنوا عليها ، فلا ترض بالدياثة :

ميزت بين جمالها وفعالها

فإذا الملاحة بالقباحة لا تفي

حلفت لنا أن لا تخون عهودنا

فكأنها حلفت لنا أن لا تفي

السير في طلبها سير في ارض مسبعة (أي ارض كثيرة السباع) والسباحة فيها سباحة في غداير التمساح ، المفروح به منها هو عين المحزون عليه ، آلامها متولدة من لذاتها وأحزانها من أفراحها ) .

وقال – رحمه الله : (الدنيا مضمار سباق وقد انعقد الغبار وخفي السابق والناس في المضمار بين فارس وراجل واسحاب حمر معقرة).

وقال : (لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها أماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الأبد) .
ولقد سئل أبو صفوان الرعيني : ما هي الدنيا التي ذمها الله في القرآن والتي ينبغي أن يتجنبها؟ فقال : (كل ما أصبت في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم ، وكل ما أصبت منها تريد به الآخرة فليس منها) .

فالمقصود مما ذكرت من الإشارات السابقة هو أن يكون المسلم على حرص وحذر من الدنيا والافتتان بزخرفها حيث أنها عبارة عن أعيان موجودة للإنسان سينتقل عنها وتزول .

ولهذا يقول الإمام احمد بن محمد المقدسي – رحمه الله – واعلم أن الدنيا عبارة عن أعيان موجودة للإنسان فيها حظ ، وهي الأرض وما عليها ، فان الأرض مسكن الآدمي وما عليها من ملبس ومطعم ومشرب ومنكح ؛ وكل ذلك علف لراحلة بدنه السائر إلى الله – عز وجل – فانه لا تبقى الناقة في طريق الحج إلا بما يصلحها . فمن تناول منها (أي الدنيا) ما يصلحه على الوجه المأمور ؛ يمدح ، ومن اخذ منها فوق الحاجة يكتنفه الشره ؛ وقع في الذم ، فانه ليس للشره في تناول الدنيا وجه ، لأنه يخرج عن النفع إلى الأذى ، ويشغل عن طلب الآخرة ؛ فيفوت المقصود ويصير بمثابة من اقبل بعلف الناقة ويرد لها الماء ، ويغير عليها ألوان الثياب وينسى أن الرفقة قد سارت ، فانه يبقى في البادية فريسة للسباع هو وناقته . ولا وجه أيضا للتقصير في تناول الحاجة لان الناقة لا تقوى على السير إلا بتناول ما يصلحها . فالطريق السليم هي الوسطى ، وهي أن يأخذ من الدنيا قدر ما يحتاج إليه من الزاد للسلوك)

قال الله تعالى : ) إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون* أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ( [يونس:7،8] .

وقال الله تعالى : ) ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ).
و الدنيا لا تستحق أن ندفن رؤسنا من اجلهافي الوحل والطين بل عليك أن تملأ نفسك إعزازا بهذا الدين و تمسكا بالمبادئ مع الأحرار بالبعد عن الحرام و الشهوات , أنت فيك خصال طيبة و هذا ما رأيته في رسالتك فعليك أن تنمي هذه الخصال لتكون واقعا ملموسا في حياتك تمارس هذه الجوانب المشرفة في سرك و علانيتك .
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين ، وصلى الله على نبين ورسولنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , وفقك الله


الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.