إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-21-2011, 10:18 PM   #1
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,143
افتراضي تنبيهات للشاب المفرط

تبيهات للشاب المفرط
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أيها الشاب لن تنتفع بالإفراط والتفريط والتفحيط إلا الألم والبلاء والندم .
فارفع نفسك عن هذه الهوابط لترتقي إلى القمة في أدبك وأخلاقك وسلوكك وهكذا علمنا هذا الدين السمو والرفعة بالإيمان واليقين في هذه الدنيا إلا أنها دار بلاء وفتن فعليك أن تتنبه وتستيفظ فإن كل يوم يمضي علينا نحن نحاسب عنه بما فيه من خير وشر قال الله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )
ثم تذكر أخي أن شباب الأمة عزها في فخرها في دينها وتماسكها بقيمه فقيمة الشباب لا بلهوها وسهوها بل بشموخ اخلاقها والأمة لا تنهض إلا بهذا كما قال الشاعر :
شبــــاب ذللوا سبـــل المعانـــي
ومارأوا سوى الإســلام دينـــــاً
تراهم ليوثاً إذا ما شهدوا الوغى
وإذا جن الظلام فلا تراهم إلا ركعاً سجوداً
فقيمة الشباب هنا لا بالتسكع والفوضى بل في تمسكهم بالإيمان قال الله تعالى كما في سورة الكهف ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى )
ثم أذكرك أخي بأن هذه الدنيا زائلة ومنهية مهما طال البقاء وما اقرب هذا فكن متأملاً لهذه الأحداث في الحياة وكن حازماً مع نفسك فلا يغررك ما تشاهده من فتنها وزخرفها .

ولهذا جاء القرآن الكريم بآيات تصرح أن الدنيا ستنتهي وتزول ، وانه لا دوام لها ولا بقاء لأهلها ، وأنها دار الغرور والنكد والكدح والهموم والغموم والآلام واللهو واللعب .
قال تعالى : (وما الحياة الدنيا إلا متاع ولعب ولهو) [الأنعام:32] .
وذلك لقصر مدتها ودنو اجلها .
إن القرآن الكريم فيه من الإشارات المنبهة لانصرام الدنيا وانتهائها حتى لا ينجرف المسلم في تيارها وينسى الآخرة التي هي دار القرار والمآب .
إن التنبيهات التي جاءت في كثير من آيات القرآن الكريم والتي تربي في النفس الإنسانية العمل للآخرة – تصرح وتشير إلى انه مهما طال العمر وطالت الأعوام والدهور وعاش الإنسان على ظهرها ردحا من الزمن فلابد من الانتقال حتما مقضيا .
قال تعالى : (إلى الله مرجعكم جميعا) [المائدة:48] .
وقال الله تعالى : (ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) [لقمان:15] .
قال الطبري رحمه الله عند تفسيرها : (أي فان مصيركم ومعادكم بعد مماتكم إلى الله) .
قال تعالى : (اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) [الحديد:20] .
يقول الطبري رحمه الله عند تفسير هذه الآية : اعلموا أيها الناس إن متاع الحياة الدنيا المعجلة لكم وما هي إلا لعب ولهو تتفكهون به وزينة تتزينون بها ، يفخر بعضكم على بعض بما أعطي من رياشها ، ويباهي بعضكم على بعض بكثرة الأموال والأولاد) . حتى قال (وما زينة الحياة الدنيا المعجلة لكم أيها الناس إلا متاع الغرور) .
ويقول الإمام القرطبي – رحمه الله – (وجه الاتصال أن الإنسان قد يترك الجهاد خوفا على نفسه من القتل وخوفا من لزوم الموت ، فبين الله أن الحياة الدنيا منقضية فلا ينبغي أن يترك أمر الله محافظة على ما يبقى ) .
وقال تعالى : (قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ) [النساء:77] .
ذكر الإمام القرطبي رحمه الله عند تفسير هذه الاية : (متاع الدنيا منفعتها والاستمتاع بلذاتها وسماه قليلا لأنه لا بقاء له ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام : (مثلي ومثل الدنيا كراكب قال قيلولة تحت شجرة ثم راح وتركها ) . عن أبي سعيد – رضي الله عنه – أن رسول – صلى الله عليه وسلم – قال (أن الدنيا حلوة وان الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء) رواه مسلم .
والمتأمل لقوله: (فاتقوا الدنيا) يجد ويلمس حرص الرسول – صلى الله عليه وسلم – لامته من الافتتان في الدنيا ونسيان الآخرة ، وحيث يحذر منها لأنها راس كل خطيئة ولان التعلق بها يشغل عن الآخرة وتجر للغفلة ، فكم بها من مشاغل تلهى عن الآخرة .
وروى الإمام الطبراني عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يقول : (الدنيا حلوة خضرة ، فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها وربّ متخوضٍ فيما اشتهت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار) قال المنذري – رحمه الله : (رواته ثقات) تأمل قوله (فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها) .
وروى الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله فقال : (أني مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها) .
وروى الإمام ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد عن قيس بن أبي حازم قال : سمعت المستورد ابن فهرٍ يقول : (ما مثل الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما يرجع) .
وعن عبد الله قال : اضطجع النبي – صلى الله عليه وسلم – على حصير فأثّر في جلده فقلت : بابي وأمي يا رسول الله : لو كنت آذنتا ففرشنا لك عليه شيئا يقيك منه ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (ما أنا والدنيا ؟ إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) رواه ابن ماجة بسند صحيح .
تأمل :
عن أبي سعيد – رضي الله عنه – أن رسول – صلى الله عليه وسلم – قال (أن الدنيا حلوة وان الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء) رواه مسلم .
والمتأمل لقوله: (فاتقوا الدنيا) يجد ويلمس حرص الرسول – صلى الله عليه وسلم – لامته من الافتتان في الدنيا ونسيان الآخرة ، وحيث يحذر منها لأنها راس كل خطيئة ولان التعلق بها يشغل عن الآخرة وتجر للغفلة ، فكم بها من مشاغل تلهى عن الآخرة .
وروى الإمام الطبراني عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يقول : (الدنيا حلوة خضرة ، فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها وربّ متخوضٍ فيما اشتهت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار) قال المنذري – رحمه الله : (رواته ثقات) تأمل قوله (فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها) .
وروى الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله فقال : (أني مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها) .
وروى الإمام ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد عن قيس بن أبي حازم قال : سمعت المستورد ابن فهرٍ يقول : (ما مثل الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما يرجع) .
وعن عبد الله قال : اضطجع النبي – صلى الله عليه وسلم – على حصير فأثّر في جلده فقلت : بابي وأمي يا رسول الله : لو كنت آذنتا ففرشنا لك عليه شيئا يقيك منه ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (ما أنا والدنيا ؟ إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) رواه ابن ماجة بسند صحيح .
تأمل :
أن السلف الصالح هانت الدنيا في أعينهم فباعوا دنياهم باخرتهم ، وأضحوا وقد ضحَّوا بدمائهم وأموالهم من اجل ذلك النعيم الخالد الأبدي حتى ترضّى الله عنهم .
قال الله تعالى والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم( [التوبة:100] .
يا أبا بكر كيف آنت والدنيا ؟
يقول أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – فيما رواه الإمام احمد بن حنبل في كتابه الزهد حينما دخل سلمان – رضي الله عنه – فقال له : يا خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أوصني . قال : (إن الله عز وجل فاتح عليكم الدنيا فلا تأخذوا منها إلا بلاغكم) .
يقول معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه : (إن الدنيا لم تُرد أبا بكر ولم يردها) .
نعم كان ربانيا جعل الدنيا مطية للآخرة ؛ ولهذا لما مات – رضي الله عنه – ذهب عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى زوجته أسماء بنت عميس يسألها كيف كان أبو بكر يعبد ربه حين يخلو بنفسه ؟ فتأمل الجواب !!
قالت : كان إذا جاء وقت السحر قام فتوضأ وصلى ثم يظل يصلي يتلو القرآن ويبكي ويسجد ويبكي ويدعو ويبكي ، وكنت آنذاك اشمُّ في البيت رائحة كبد تُشوى . فبكى عمر – رضي الله عنه وقال : إني لابن الخطاب مثل هذا ؟
قال الله تعالى : )ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين( [آل عمران:145] .
وهذا عمر – رضي الله عنه – فاروق الأمة : الذي جمع العلم والعمل وما دهش العلماء والعاملين وقام من الحد في السياسة والعدل ما اعجز الولاة والسلاطين ، وأضاف إلى ذلك من الزهد والصبر ما يلح دونه أهل العزم من الملوك والزاهدين . وهكذا صور شخصيته ابن الجوزي – رحمه الله .
ولنسال : كيف أنت يا عمر والدنيا ؟ !
وقال : (احذر أن تجعل لك كثير حظ من أمر دنياك إذا كنت ذا رغبة في أمر آخرتك) .
أقول : يشير إلى أمر المسابقة في أمر الآخرة ؛ فهو المطلب الذي يستحق أن تتنافس عليه مع السعي في الحياة ؛ فطلب الآخرة لا يعني أن نلغي العمل في الدنيا تماماً بل نعمر الأرض مع صلاح القلوب والقوى .
قال الإمام احمد في الزهد : (حدثنا عبد الله حدثني شجاع بن الوليد عن خلف بن خوشب أن عمر – رضي الله – قال : نظرت في هذا الأمر فجعلت إذا أردت الدنيا أضررت بالآخرة ، وإذا أردت الآخرة أضررت بالدنيا . هكذا فاضروا بالفانية) .
قال تعالى : ) فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين( [آل عمران:148] .
وهذا عثمان بن عفان :
ولنر كيف حاله مع الدنيا – رضي الله عنه – قالوا في سيرته : فانه لما تولى الخلافة لم يسعد بها ويفرح بها بل علته الكآبة لحبه للآخرة ؛ ومما يدل على ذلك انه قام خطيباً بهم وقال قوله تعالى : ) فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور( [لقمان : 33] .
يبين لهم أن الدنيا قد تغر المسلم فليكن منها حذراً ويقظا ، وينبههم إلى المصير المحتوم من اجل الاستعداد له ؛ فالدنيا في نظره لا تساوي شيئا ، ولهذا يقول : (لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية ) حتى صارت حياته في طاعة الله : ليله في القيام ونهاره في الصيام .
وتقول زهيمة : كان عثمان – رضي الله – يصوم النهار ويقوم الليل إلا هجعة من أوله ، وكان يحي الليل بقراءة القرآن . رضي الله عن عثمان وأرضاه .
قال تعالى : )تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يُريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين( [القصص:83] .
وهذا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه :
فإذا أردنا أن نعرف كيف هو مع الدنيا فتأمل قوله : (إن اخوف ما أخاف عليكم اثنتين : طول الأمل وإتباع الهوى . فأما طول الأمل فينسى الآخرة ، وإتباع الهوى فيصد عن الحق) .
إلا أن الدنيا قد ولت مدبرة ، والآخرة مقبلة ، ولكل واحد منهما بنون ؛ فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فان اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل ) .



هكذا الدنيا بنظره .



ويصف ظرار الصدائي – رحمه الله – حال الدنيا في نظر علي فيقول : (كان يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان والله غزير العبرة طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، ويعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، وكان فينا كأحد يعظم أهل الدين ويحب المساكين) إلى أن قال : (واشهد لقد رايته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يبكي بكاء الحزين ويقول : يا دنيا غرّي غيري ، اليّ تعرّضت أم اليّ تشوقت ؟ هيهات هيهات قد طلقت ثلاثا لا رجعة فيها ، عمرك قصير وخطرك حقير) أ . هـ . من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .



وحكى أن رجلا اشترى دارا وجاء إليه ليوثق الشراء فكتب له : (هذا ما اشترى ميت من ميت ؛ دار في بلد المذنبين في سكة الغافلين) ثم قال : (الحد الأول ينتهي إلى الموت ، والحد الثاني ينتهي إلى القبر ، والحد الثالث ينتهي إلى الحساب ، والحد الرابع ينتهي إما إلى الجنة وإما إلى النار) .



وهذا أبو عبيدة بن الجراح – رضي الله عنه – يقول في الدنيا : (لا تلهكم الدنيا فان المرء لو عُمّر ألف حول ما كان له بُدُّ من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون) .



قاله حينما طُعن فدعا من حضره من أصحابه ليعلمهم أن المصير قادم وان الدنيا ذاهبة



ترى الذي اتخذ الدنيا له وطنا



لم يَدْرِ أن المنايا سوف تزعجهُ



وهذا عبد الله بن أبي رواحة يقول وهو يصف حاله مع الدنيا حينما أراد الذهاب إلى مؤتة بكى ، فقالوا : وما يبكيك يا ابن رواحة ؟ قال : (أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ، ولكني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقرأ : ) وان منكم إلا واردها (قلت : لا ادري كيف لي بالصدور بعد الورود ؟ ) .



وهذا سلمان الفارسي – رحمه الله وأرضاه – يصف لنا حاله مع الدنيا فيقول حينما جاء سعد ليعوده فبكى سلمان ، فقال له سعد : وما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فلقد توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو عنك راضٍ وتردُ عليه الحوض وتلقى أصحابك . فقال : (ما ابكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عهد إلينا عهداً فقال : (لتكن بُلغَةُ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب) ثم قال وحولي هذه الاساود يعني : إجَّانة ، وجَفْنة ، ومِطْهرة . وهذه اوانٍ تستخدم للأغراض).



فتأمل لقوله : ولكن حولي هذه الاساود : إجانة وجفنة ومطهرة .



رواه المنذري والحاكم وقال : (صحيح الإسناد عن أبي سفيان عن أشياخه) .



وقال بعضهم : (أصاب الدنيا من حَذِرها وأصابت الدنيا من أمنها) .



وقال آخر : (اعملوا لاخرتكم في هذه الأيام التي تسير كأنها تطير) يعني هذه الدنيا .



وقال الحسن البصري – رحمه الله : (الدنيا كلها غم فما كان من سرور فهو ربح ).



وقال بعض العلماء كما ينقله الإمام علي بن محمد البصري الماوردي : (إن الدنيا كثيرة التغيير سريعة التنكير ، شديدة المكر دائمة الغدر ، فاقطع أسباب الهوى عن قلبك واجعل ابعد املك بقية يومك) .



وهذا إبراهيم بن ادهم يصف حاله مع الدنيا فيقول : (إذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا فاشتغلوا انتم بأمر الآخرة فان الدنيا مزرعة في الآخرة) .



وقال إمام الكوفة إبراهيم بن يزيد – رحمه الله : (كم بينكم وبين القوم ؟ أقبلت عليهم الدنيا فهربوا ، وأدبرت عنكم فاتبعتموها) .



قلت : إنما قال هذا لان قلبه تعلق بالآخرة ولم يلتفت إلى الدنيا إلا أنها دار ممر للآخرة .



إبراهيم بن يزيد هو ذاك الرجل الذي إذا سجد كأنه جذْمُ حائط ينزل على ظهره العصافير .



ولاهتمامه بالآخرة قال : (إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه) .



أقول : الله المستعان ، فكم مضيع للصلاة لا متهاون في التكبيرة الأولى ، وكم من نائم عنها ومفرط فيها وكم من مشغول عنها .



أيها السادرون انتبهوا .



أيها الغافلون تيقظوا .



أيها المخمورون بالدنيا توقفوا وتأملوا .



وآخر يقول حينما مر من عند باب ملك من ملوك الدنيا ، فإذا هو يصف الدنيا ، فيقول : (بابٌ جديد وموت عنيد ونزع شديد وسفر بعيد) .



وقال ابن معاوية الأسود صاحب سفيان الثورة – رحمهما الله - : (من كانت الدنيا همه طال غداً غمه ومن خاف ما بين يديه ضاق به ذرعه) .



ويقول الإمام سلمة بن دينار شيخ المدينة – رحمه الله : (يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة ) ثم قال : (انظر إلى الذي يصلحك فاعمل به وان كان فسادا للناس ، وانظر الذي يفسدك فدعه وان كان صلاحا للناس) .



ثم قال : (ما الدنيا ؟) .



فقال : (ما مضى منها فحلم وما بقي منها فأمان ، نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا) .



وقال سعيد بن جبير وهو يصف حاله مع الدنيا فقال : (ما عسى أن تكون ؟ هل هي إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها ؟) .



وهذا الإمام العلامة عبد السلام بن حبيب التنوخي ، وهو الذي يلقب بسحنون قال : (محب الدنيا أعمى لم ينوره العلم) .



وقال الإمام احمد بن أبي الحواري شيخ أهل الشام : (من نظر إلى الدنيا نظرة ارادةٍ وحب اخرج الله نور السقين والزهد من قلبه) .



وقال الإمام النيسابوري – رحمه الله : (سرورك بالدنيا اذهب سرورك بالله عن قلبك) .
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.