الأمنيات ودورها في رفع الهمم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ذكر المؤرخ إبن خلكان في كتابه وفيات الأعيان عن الضبي أنه إجتمع عبد الملك بن مروان رحمه الله وعبد الله بن الزبير رضي الله عنه ومصعب بن الزبير رحمه الله وعروة بن الزبير رحمه الله .
وكان أيام تألفهم في زمن معاوية بن أبي سفيان رحمه الله فقال بعضهم لبعض هلم فلنتمنى
فقال : عبد الله بن الزبير أمنيتي أن أملك الحرمين وأنال الخلافة وقال مصعب بن الزبير : أمنيتي أن أملك العراقين وقال عبد الملك بن مروان : أمنيتي أن أملك الأرض كلها وأخلف معاوية وقال عروة بن الزبير : لست في شيء مما أنتم منه أمنيتي الزهد في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة وأن أكون ممن يروى عنه هذا العلم فكان لكل واحد منهم ما تمنى
يقول عبد الملك بن مروان لذلك ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى عروة بن الزبير ) ما أجمل أن تكون لنا أمنيات تُحاط بشيء من فعل الأسباب المشروعة لتحقيقها على الواقع كلنا لا مانع أن نتمنى وليس عيباً أن تكون لنا أمنيات ولكن العيب أن نتمنى والرأس على الوساد أو نتمنى دون فعل الأسباب فهذا لا شك لا يُؤدي إلى الوصول إلى الهدف الذي يريده الإنسان ولهذا قالوا : ( تمن وأعمل ) أي إن كانت لك أمنية تريد تحقيقها في واقع حياتك لا بد أن تهيء نفسك لشق الطريق للوصول إلى هدفك و هذا يحتاج إلى عدة عوامل رئيسة منها :
1/ التوكل على الله عز وجل بحسن الإعتماد عليه قال الله تعالى ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
2/ أن تكون الأمنية في شيء مشروع ولا يصادم الفطرة أو العقل أو الحق
3/ أن تكون الأمنية في تحقيق النفع العام والخاص
4/ أن تعمل على وضع الخطة التي من خلالها الوصول إلى تحقيق المراد
5/ أن تكون الأماني واقعية لا أن تكون خيالات وأحلام
6/ أن تنظر إلى قدراتك التي وهبك الله إياها لا أن تنشد المستحيل
7/ أن تكتسب من خبرات الآخرين ما يكون دعماً لنوال ما تتمناهـ
8/ أن تكثر من الدعاء بطلب العون من الله عز وجل أن يحقق لك ما تريد .
9/ أن يكون لسانك رطباً بالإستغفار .
ما ذكرته آنفاً من أهم الأسباب الرئيسة التي ينبغي أن نجعلها في مقدمة طموحاتنا وآمالنا وأمنياتنا
وعلينا أن نعمل على أن تكون أمنياتنا نافعة لنا في الدنيا والآخرة ثم لنعلم أن هذا الأمر يحتاج بعد طلب عون الله إلى الثقة في النفس تلك الثقة التي لا تتعزز بالغرور وحب الذات وإنما الثقة المحمودة التي يجني أحدنا من ورائها تلك القدرات التي وهبها الخالق عز وجل له
فتستخدم هذا في بيان السلبيات لتتقدم خطوة خطوة مع الإنتقال الذي يشعرك لا بالإحباط وإنما تشعر معه بالتفاؤل .
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
و إلى لقاء في مقال آخر بإذن الله