الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ثبت هذا الأثر من حيث مدلوله وهو أن الله عز وجل يُجلس نبيه معه على العرش لما روي عن مجاهد يرحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم يقعد على العرش وأن ذلك هو المقام المحمود وهذا الأثر صححه الكثير من العلماء رحمهم الله وقد ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله كما في كتابه الفتح عند قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ذكر أقوال أهل العلم ثم قال وقيل جلوسه على العرش وهذا من حيث مدلوله لا من حيث أصله لأن الأصل لا يثبت إلا بخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم وهذا الأثر استشكل على البعض لمجرد قول الإمام مجاهد يرحمه الله ولهذا قيل لا يثبت رفعه إلى ابن عباس رضي الله عنهما فهو من نوع المقطوع عند المحدثين. لكن جمع كبير من علماء أهل السنة والجماعة يذكرون قول مجاهد ولا ينكرونه بل يقرونه وتلقوه بالقبول وقالوا لا ينكره إلا جهمي كما أورده الخلال في كتاب السنة. ولهذا قال الإمام ابن تيمية رحمه الله هذا الأثر عن مجاهد وغيره من السلف وكانوا يروونه ولا ينكرونه. وقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره : وهذا ليس مناقضاً باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول إن إجلاسه على العرش منكر وإنما أنكره بعض الجهمية. وفي كتاب بدائع الفوائد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله قال : قال القاضي عياض: صنف المرزوي كتاباً في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه إقعاده على العرش وفي نونية الإمام ابن القيم رحمه الله. وجاء الحديث بإقعاده على العرش أيضاً فلا نجحده.
الراجح هنا هو ثبوت الخبر عن مجاهد وهو من علماء السنة وعدم إنكاره من قبل علماء الأمة وعلينا القول به.
07-20-2023, 05:55 AM
جلوس النبي على العرش
العرض العادي
