هل الطلاق هو القرار الصواب

[نزهة]

السلام عليكم شيخنا الفاضل و جزاكم الله عنا خيرا ... انا مشكلتي اني تسرعت كثيرا في اتخاذ قرار زواجي ووافقت على الزواج من شخص لم أحبه وافقت فقط لاني كنت أتعرض وقتها لكثير من الضغوطات في جامعتي و في بيتنا و زوجي وقتها أخبرني أنه سيعوضني عن كل شيء و ساكمل الدوكتوراه هناك لأنه من بلد آخر واتفقنا على أن تكون حياتنا مبنية على أسس و مبادئ الاسلام و على طاعة الله ورسوله و أن نطلب العلم سويا رغم أنه لم يكمل تعليمه وبعد الزواج تغير تماما من أول يوم اكتشفت انه انسان عصبي جدا و تارك للصلاة و يسب الذات الإلهية عند الغضب وهذا مالم أستطع
احتماله لاني انسانة ملتزمة و متخرجة من جامعة اسلامية بل وصل به الأمر أن تطاول على اهلي و شتمهم أمامي دون سبب و سبني وقلل من احترامي و اهانني و هذه أول مرة أتعرض فيها للإهانة من شخص و نكث بوعده لي و منعني من أكمل تعليمي بل حبسني في البيت صرت كالسجينة منعني من أحدث أي شخص من غير أهله بل حاول منعي من التحدث إلى اهلي رغم أنه يعلم تمام المعرفة اني في غربة شديدة لا أهل ولا أصدقاء و مع ذلك لم يهتم لمشاعري و فوق هذا يشك بي كثيرا بل يشك في إخواته اذا تحدثن معي فاتضح لي أنه ليس بالأنسان الطبيعي و صار يأخذني الي بيت أهله كل يوم غصبا عني و انا لم أكن مرتاحة هناك فاهله كذلك غير ملتزمين يسبون ويشتمون أمامي وانا لم اربى على هذا الأمر فأنا تربيت على الحياء و على الأخلاق الحسنة فلم أعد أستطيع تحمله أو تحمل أهله وكأنني من عالم آخر و هنا يدخل عامل البيئة في اختلاف الفكر و المبادئ فأنا وهو مختلفون تماما والتباين بيننا شاسع سواء على مستوى العلم أو الفكر أو الثقافة أو الأخلاق فانا أريد انسان متزن خلوق يخاف الله يطلب العلم لكني صدمت في هذا الشخص و أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته بموافقتي عليه فمرضت بعدها و طلبت منه أن امرض عند اهلي فرفض و حاول إخفاء جوازي فأخبرت امي و طلبت متي أن أصبر و في حال لم يوافق ستأتي لاخذي هي وأخي و القطرة التي افاضت الكأس انه اتهمني بسرقة ذهبي لكن الله نصري وأظهر الحق وبعدها رجعت لأهلي و انا حامل و أعلمته اني لا انوي الرجوع فجن جنونه و هدد بانه سيفجر نفسه و انا لم أتحمل هذا و سبب لي احراجا كبيرا أمام أهلي وأقاربي فهو شخص غير متزن والآن هو يزعم أنه نادم و أنه تاب و سيفي بكل وعوده لي أنا صرت مترددة في الطلاق بأني خائفة من المجتمع صراحة و نظرتهم لي فأنا فتاة حساسة و ليس لي خبرة في الحياة وأخاف أن لا أتحمل لكن من جهة لم أحب هذا الشخص لأنه غير مناسب لي و هو حطمني و حطم مستقبلي و طموحاتي كنت أريد انسان يخاف الله خلوق نطلب العلم سويا ..الآن أصبت باكتئاب شديد اعتزلت كل الناس أهلي في صفي و لايريدون أن ارجع واتا في حيرة من أمري أنا استخرت والآن استشيرك شيخي الفاضل ليس لي من بعد الله سواك فأشر عليا يرحمك الله

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحياةالزوجية بنيت على حسن العشرة والتفاهم والمحبة والمودة , قال الله تعالى (( وعاشروهن بالمعروف ) وقال تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
والحياة الزوجية بنيت على هذا التراحم والتواصل ليتولد العطاء الأسري ويتدفق الوفاء الإجتماعي في حياتنا وفيما بيننا وإنني أعجب أن تكون الحياةالزوجية صراخ وضجيج
فالمشاكلالزوجية لها عدة أسباب ومن أسبابها :
1 ) سوء الفهم بين الزوجين
2 ) فقدان الإحترام المتبادل
3 ) عدم إهتمام الزوجة بالزوج عاطفياً
4 ) التفريط من قبل الزوج بأخلاق الحياة الزوجية
5 ) التدخل الخارجي
6 ) وقوع الزوجين في المعاصي مما يدل على ضعف الوازع الديني
7 ) السيطرة الكاملة من الرجل وعدم اهتمامه بمشاعر زوجته
8 ) مطالبات الزوج غير الطبيعية من زوجته
9 ) التأفف من أحد الزوجين لأتفه الأسباب
10) فقدان الحوار بين الزوجين
11 ) ضعف علم أحد الزوجين بمفاهيم الحياة الأسرية
12 ) ضحالة العلم والمعرفة
13 ) ضعف جانب الصبر بينهما
14 الغيرة السيئة اللا محدودة

كل هذه أسباب قد تؤدي إلى المشاكل الأسرية مع أنه بالإمكان تلافي هذه الأسباب بما فطرنا الله عليه من الرحمة والمودة
والله تعالى يقول ( لتسكنوا إليها ) , فالزوجة سكن للزوج وملاذ له وهذا يعني إكتمال روائع الحياة الطيبة وكذلك الزوجة عليها أن تراقب الله عزوجل ثم أن تحفظ للزوج وده والله تعالى يقول

( لتسكنوا إليها ) , فالزوجة سكن للزوج وملاذ له وهذا يعني , إكتمال روائع الحياة الطيبة

,زوجك عليه أن يراعي حقوقك الشرعية فإن العلاقات الزوجية علاقات لها عهود ومواثيق

وأنصح زوج السائلة بأن يتقي الله عز وجل فيها ويعمل على أداء حقوقها الشرعية

وأذكرها بأن التعاون والتفاهم بين الزوجين يحمل معان كثيرة من الدفء والدعم النفسي لمسيرة العلاقة الزوجية
وأهم من ذلك الطاعة لله عز وجل حيث أمر الزوجة بذلك وأمر الزوج بأن يحسن لزوجته ويعاشرها بالمعروف لقد جعل الله عز وجل في الزواج الاستقرار والمودة والرحمة ومن هنا كان لا بد من الواجب على الزوجين الاحترام والتقدير المتبادل بينهما حتى تستمر العلاقة الزوجية برحمة وصلة .

ثم حاولي تجنب الخلاف الذي يؤدي إلى هذه التصرفات التي تعمل على الفرقة بينكما وأرى أن يذهب أحد إخوانك إلى زوجك للتفاهم بالمعروف لحل هذه المشكلة وأرى أن التدخل إذا غلب عليه الحوار سينتهي بخير .

فإذا لم تحل المشكلة فالإسلام جعل عند عدم الوفاق بين الزوجين الحل بالإنفصال حتى لا يحتدم الأمر بينهما أكثر وحتى لا يقع من الظلم أكثر مما هو حاصل .