الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
يسرني أن أرحب بك أخا فاضلا و متصفحا لموقعنا البوابة الخيرية الالكترونية فأهلا و سهلا بك , أما جواب سؤالك فهو :
كان العرب في جاهليتهم الأولى قبل الإسلام يتفاخرون بأنسابهم على حساب وحدة المجتمعات بل وصلت بهم الحال أن تعصبوا لقبائلهم دون النظر إلى الآخرين .
وكان هذا التعنصر للقبيلة قد فتح أبوابا من الحروب والشرور والفرقة والتناحر .
تقوم حرب داحس والغبراء ونحوها من أجل القبيلة وتستمر هذه الحروب عشرات السنوات لأشياء تافهة , فلما جاء الإسلام جاء الأمر بترك المفاخرة بالأنساب التي لا تخدم وحدة المجتمعات بل تزيده نفورا , جاء الإسلام فأضاء الطريق للبشرية وأن الكريم عند الله عز وجل هو التقي قال الله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم )).
فالتعصب للأنساب والأحساب قد ذمه الإسلام ونفر منه .
فما ضر سلمان الفارسي أنه فارسي يوم أن كان في صفوف المتقين وما ضر بلال الحبشي أنه من الحبشة ما دام أنه على التقوى بل إنه أقرب من أهل النسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدناهم منه مجلسا .
وما ضر عكرمة رضي الله عنه كونه من أب قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أبو جهل طاغية الناس .
ولكن ضر أبا طالب وهو عم للنبي صلى الله عليه وسلم ضره كفره وما نفعه نسبه فهو من أهل جهنم .
وهذا أبو لهب أليس هو عم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله قرآنا في شأنه يبين عذابه في النار هو وزوجته وذلك لكفرهم (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)
فالتكريم الحقيقي الذي لا شك فيه هو تقوى الإنسان وإيمانه بربه وطاعته لله لا بتعصبه لأنسابه وأحسابه فما يغنون عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) .
وليس كلامي هذا دعوة إلى ترك النسب والإنتماء إليه ( كلا ) فالناس لهم أنساب وأحساب وقبائل ينتمون إليها ولا مطعن في ذلك .
وإنما كلامي وبياني أنني أدعو المجتمعات إلى أن لا يكون الإنتماء إلى النسب والقبيلة طريقا للغلو والتطرف مع الآخرين والإفراط والتفريط والذم واحتقار الآخرين والتعصب المذموم فهذا ما عنيته .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية )) رواه أبو داود
وأنه يحرم على المسلم أن يطعن في أنساب الآخرين ولا يجوز ذلك شرعا فقد قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) .
أما الإجراء الشرعي لمن طعن في نسبك لأمك فهذا له إجراء شرعي ونظامي