سرورنا بنجاح الآخرين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
سؤال : هل تستطيع أخي الفاضل وأختي الفاضلة أن تعملا على منهج السرور لنجاح الآخرين والفرح به ؟ وهل تجعلانه في سلسلة نجاحاتكما ليكون نجاح الفرد نجاح الجماعة وإبداعاتهم ؟
ما أجمل أن نزرع هذه المبادئ في حياتنا وننثرها ورداً مع من نعيش معهم لنحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان من خُلُقه حبه لنجاح الصحابة حيث كان صلى الله عليه وسلم يثني على الإبداع البشري منهم وها هو صلى الله عليه وسلم يطلق الألقاب الجميلة على أصحابه مثنياً على نجاحاتهم حتى كثرت وتناثرت الألقاب في القوم مما يدل على جميل صنعهم ونجاحهم , فهذا عمر رضي الله عنه فاروق الأمة وهذا أبوعبيدة رضي الله عنه أمين هذه الأمة وهذا عثمان رضي الله عنه ذا النورين وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه سيف الله المسلول .... وهكذا .
فما هو المانع أن نجعل نجاح جارنا أو زميلنا في العمل أو من نعرفه أو من لا نعرفه نجاحاً لنا ؟ , إذاً فلنحاول فإذا أخفقنا في الأولى فلنعيد المحاولة فحبذا لو قتلنا الحسد من نفوسنا وأغلقنا باب الغَيرة المذمومة حينما تقع أعيننا على هبات الله على خلقه من النجاحات والمواهب .
فهل أن نكون سعداء ونخطوا خطوات نحو ملء النفس بالسجايا الحميدة لنرتقي بخُلُقنا إلى هذه المعاني الجميلة التي تملأ النفوس حباً وجمالاً وإخاءً وطمأنينة .
أخي إذا هاجمك موقف رديء سلبي في انكسار قلبك للنجاحات التي وهبها الله لغيرك فحاول التعوذ بالله من هذا البلاء وقل بالدعاء له وحاول أن تغلق باب الشعور بالغَيرة المذمومة وخذ مفتايح الأبواب الإيجابية وكن إيجابياً وشارك غيرك فرحته ولو بالدعاء له واحرس قلبك من غبش الكدر وقل معي قولة عمر رضي الله عنه لكل ناجح في قلمه أو علمه أو صنعته أو حرفته أو وظيفته ( الحمد لله الذي جعل في الأمة مثلك ) كل ذلك دلالة على إيمان المرء لأنه أحب لغيره ما يتمناه ويريده لنفسه ففي حديث أنس رضي الله عنه : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )