( المسلم بين التشهير الإعلامي والسترالمشروع )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
إن ممايحزن القلب أن تجد البعض لايبالون بالستر المشروع حتى وصل الأمر من بعضهم إظهارعيوب يريد الإسلام بأحكامه سترها فأبى بعضهم إلا التشهير عبرساحات الإنترنت وهذا لا يجوزشرعاً سواء كان الشخص إعلامياً يكتب عبر الصحف أو المنتديات أو عبر الردود في الإخباريات أو غيرذلك أن يُشَّهر بالآخرين فذلك من أعظم الآثام وما يفعله البعض من نقل خبر يطلب الإسلام ستره لشخص أو عائلة أو قبيلة ثم يقوم بنشره فهذا لا شك أنه فضح ينهى عنه الإسلام قال الإمام النووي رحمه الله : ( إعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شيء )
فالتشهير محرم في الإسلام فمن شهَّر بأحد لفعل محرم أو عيب وقع فيه فإن ذلك كقذفه فإن ما نجده في بعض الصحف الإلكترونية من المسارعة لنقل خبر رجل وقع في أمر محرم ولو لم يذكروا اسمه فإن الناس يعرفون القصد ويعلمون من هو خاصة أهل بلده أو منطقته فهذا لا يجوز شرعاً ويأثم ذلك الناقل للخبر وإن مدحه الناس فإن الإسلام لا يمدحه وما الفائدة من نقل مثل هذه الأخبار للمجتمع إلا أنها فضائح ينبقي للعاقل أن يتحرز عنها قال الإمام أبو حاتم البستي رحمه الله : ( لسان العاقل وراء قلبه فإذا أراد القول رجع إلى قلبه فإن كان له قال وإلا فلا والجاهل قلبه في طرف لسانه ما أتى على لسانه تكلم به وما عَقَلَ دينه من لم يحفظ لسانه )
ثم على أولئك الذين ينقلون الخبر المنشور ويعلقون عليه في الإخباريات والمنتديات أن فعلهم هذا إن كان فيه استهزاء وشتم وشماتة وقعوا في كبائر الذنوب عن طريق كتاباتهم هذه وسيسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون
قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله في فتح الباري : ( إن البلاء موكل بالنطق وأنه إن لم يقع بالناطق وقع بمن له به صلة )
ثم إن الشامت والمُعيَّر والمستهزئ متورط في إثمه ويخشى من وقوع البلاء عليه عاجلاً أم آجلاً قال عمرو بن شرحبيل رحمه الله : ( لو رأيت رجلاً يرضع عنزة فسخرت منه خشيت أن أكون مثله ) فعلى الصحفيين وأصحاب التعليقات أن يكتبوا خبراً ينالون عليه أجراً من الله حتى لا يقعوا في البلاء قال إبراهيم النخعي رحمه الله : ( إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به ) ثم تذكروا قول الله عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره )
وإلى مقال آخر بإذن الله