البيان السديد في رفع الإشكال في مسألة السعي في المسعى الجديد
قال الأزهري رحمه الله في تهذيب الفقه
الصفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد وقال ابن منظور رحمه الله مثل ذلك .
وذكر أبو اسحاق أن الصفا يمر من طرف باب الصفاء حتى متعرج باب الوادي .
ولهذا قال الفقهاء :
الصفا جبل صغير يقع في سفح جبل أبي قبيس والمروة جبل صغير يقع تحت جبل قعيقعان باتجاه
قال الله تعالى ( إن الصفا والمروة من شعائر الله )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ))
قال العلماء رحمهم الله هذا يدل على وجوب إستيعاب السعي مسافة ما بين الجبلين .
وقد حصل عند التوسعة الجديدة للمسعى وجهات نظر لدى البعض وربما قيل بعدم جواز ذلك .
ولهذا أقول إن التوسعة الجديدة لا حرج فيها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سعى بين الصفا والمروة مع أصحابه ومن حج معهم لم يلزمهم بحد معين لعرض المسعى .
يقول الإمام ابن شيبة رحمه الله في مصنفه ( إن الإمام مجاهد بن جبير رحمه الله قال ما بين العلمين هذا بطن السيل الذي رمل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الناس انتقصوا منه ))
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية : (( قال بعض العلماء ما بين هذه الأميال أوسع من بطن السيل الذي رمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو وليد الأزرقي رحمه الله في كتابه أخبار مكة (( وذُرع ما بين الصفا والمروة سبعمائة وست وستون ذراعا ونصف ذراع وذُرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار ابن العباس إلى العلم الذي عند دار ابن العباد في الطول بينهما مائة ذراع وواحد وعشرون ذراعا .
فيظهر لي أن العلماء لم يحددوا عرضه لأنهم قالوا بإستيعاب مكان السعي ولهذا قال الرملي رحمه الله على هامش الفتاوى الكبرى لإبن حجر الهيثمي رحمه الله ما نصه ( سُئل هل ضبط عرض السعي ؟ فأجاب لم أرى من ضبطه )
ولهذا أرى أن التوسعة تأخذ حكم المسجد للقاعدة التي تقول الزيادة لها حكم المزيد
ومن هنا هذه التوسعة صحيحة وجزى الله ولاة الأمر خيراً على فعل ذلك .