الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ينبغي على المسلم أن يحرص على البكور لصلاة الجمعة فقد روى الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( من إغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قدم بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر )
ومعنى ( طووا الصحف ) أي أن الملائكة يطوون الصحف التي يكتبون فيها من أسماء من حضر مبكراً فالملائكة تكتب هذا فإذا إرتقي الإمام المنبر يتوقوفون عن الكتابة ولا يكتبون بعده شيئاً فيطوون الصحف ويجلسون للإستماع .
فالمسلم عليه أن يحرص مبكراً ليكتب اسمه مع الأولين في هذه الصحف ولا شك أن المتأخر ما لم يكن له العذر فهو بسبب ضعف إيمانه وقسوة قلبه ولذلك ترى الكثير ممن يتأخرون عن المجيئ للجمعة ولا يشهدون إلا آخر خطبة الجمعة وهذا يدلك على ما ذكرته أعلاه من ضعف وازع الإيمان والغفلة عن عظيم الأجر في مثل هذا اليوم .
فالخلاصة أن المتأخر فوَّت الأجر على نفسه مع صحة صلاته للجمعة إن أداها بشروطها .
وكان بعض السلف يعجب ممن يفوت مثل هذا الأجر ويفوت هذه الساعات حتى نفضوا أيديهم عنه .