أكلت لحم إبل ظاناً أنه لحم غنم

[الفارس]

فضيلة الشيخ حفظك الله :
سؤالي :
كنت مسافراً وأكلت لحم إبل ظاناً أنه لحم غنم وكنت على طهارة وصليت المغرب والعشاء جمعاً وقصرا ولم أعلم بذلك إلاّ بعد خروج وقت الصلاة أي بعد الفجر ..
فهل عليّ إعادة الصلاة وكيفية الإعادة بالجمع والقصر أم ماذا ؟

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ونفيدك أن لحم الجزور من نواقض الوضوء لمن أكله ففي الحديث الذي خرجه الإمام مسلم في صحيحه رحمه الله عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال (( أنتوضأ من لحم الغنم ؟ قال : إن شئت . قال أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ))
فنقض الوضوء من لحم الجزور هو مذهب الإمام أحمد رحمه الله ومن وافقه والمسألة فيها خلاف لأن بعض المذاهب كالشافعية لا يرون النقض لكن المرجح عند العلماء أنه ناقض للوضوء .
أما الكبد والحوايا فالراجح أنها ليست ناقضة
وقد ذكر بن القاسم كما في كتابه الأحكام أن الحكمة من أن لحوم الجزور ناقضة للوضوء أن بها قوة شيطانية .
مع الإحاطة أن الإبل لم تخلق من الجن وإنما هي من ماء كما قال الله تعالى في سورة النور آية رقم 45 (( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشيء على رجلين ومنهم من يمشيء على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ))
أما القول على أن لحوم الإبل متضمنة لشيء من الكحول غير صحيح البتة فأهل الطب يقولون أن لحوم الإبل تحتوي على أحماض أمينية وبروتين نسبة 86% وبروتينات البلازما 6.5% وبروتينات ليفية 11.5% .
وكذلك لا يصح القول أن أحد الصحابة رضي الله عنهم كان في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أكلوا لحم إبل وحصل أن أحدهم أخرج ريحاً فاستحى أن يقوم يتوضأ فأمرهم بالوضوء فهذا لا يستند لدليل صحيح .
وقد تكون الحكمة تعبدية .
فعليك إعادة تلك الصلوات .