الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرجل في الإسلام تارة يكون في الصفة وتارة يكون في النوع .
وجاء وصف الرجولة وذكرها في القرآن في آيات كثيرة ولعلي سأذكر هنا الوصف لا النوع .
فيقصد بالرجولة وصفاً أي صفاتهم التي يحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم وهي التي تدل على صفات الخير .
فمنها الطهارة والطهر بشقيها المادي والمعنوي .
في سورة التوبة آية رقم 108قال الله تعالى ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )
ثانياً : صفة الصدق مع الخالق جلا وعلا فجاء ذكر ذلك في سورة الأحزاب آية رقم 23 قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )
ثالثاً : إيثارهم وحبهم للآخرة على هذه الدنيا الفانية كما جاء ذكر ذلك في سورة الغاشية آية رقم 37 قال الله تعالى ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )
رابعاً : حبهم لأهلهم وإعانتهم على الدين والدنيا كما جاء في سورة النساء أية رقم 34 قال الله تعالى ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) .
فنجد في القرآن الكريم جاء نعتهم بالطهر والصدق وإيثار الآخرة على الدنيا وحبهم للخير فهذه الصفات إن اجتمعت في الذكر كان رجلاً يعمل لله سبحانه وتعالى بواجبات هذا الدين مع الصبر والإحتساب والعمل بأسباب الخير والثبات وإجتناب الحرام .
وذلك حينما نرى الإهمال للدين من بعض الناس تجدهم قد فرطوا في صفة الرجولة .
وأذكر أنني قرأت في السير لما سقطت بلاد الأندلس التي كانت بيد المسلمين ثمانية قرون يعني ثمنمائة سنة (800) لما سقطت بأيدي النصارى وقف آخر ملوك الأندلس يبكي فقالت له أمه ( ابك بكاء النساء مُلكاً لم تحفظه حفظ الرجال )
هذا الجواب إذا كان قصدك وصف الرجل وليس الذكر من الرجال .