الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم أحمده حمدأً كثيراً طيباً والصلاة والسلام على نبي الأمم محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
فأفيدك أن هذه الأمة خيرها متتابع لا يدرى أوله من آخره .
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره ) .
رواه الإمام أحمد رحمه الله في كتابه المسند وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي .
نعم إنها من البشائر التي تؤدي إلى ذلك الشعور في خيرية هذه الأمة وأنها الأمة التي جعل الله الخير في جوانبها وجوانحها ويتمثل ذلك في إسلامها وإيمانها وعملها الصالح وحبها للخير .
إنها الأمة التي ترتقي ولا تيأس أبدا .
ومن هنا فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يبذلوا الجهد في إصلاح أحوالهم وإصلاح من هو تحت ولايتهم .
فمن المبشرات التي تدفع المسلم إلى الأمل قيام الطائفة المنصورة وذلك بدليل ما رواه معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) .
ومعناه أن هذه البشارة تؤكد استمرار الخير والإنتصار لهذه الأمة وأنها لا تخلو من القائمين على نصرة هذا الدين والذود عنه والتضحية من أجله وأنهم قائمون بالحجة التي تدفق الباطل وتذهقه حتى ولو كثر من يأتي المعاصي
جاء عند ابي داود رحمه الله عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله أجاركم من ثلاث خلال :
ألا يدعوا عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا
و ألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق
و ألا تجتمعوا على ضلالة )
قف و تأمل و أمعن النظر في هذا الإستدلال ففيه البشارة لهذه الامة بعلو مجدها على أهل االزيغ و الضلال و رفعة قدرها على امم الأرض و صولتها على أهل الباطل من أهل البدع و الضلالات و الإنحرافات , و ذلك مهما صال و جال الباطل فإن العز و النصر لأهل السنة و الجماعة و الحق