لوم النفس على ترك طاعة من المطلوب في حياة المسلم فالله تعالى يقول في كتابه في سورة القيامة (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) و النفس اللوامة هي التي تلوم صاحبها عند فوات طاعة و لقد كلن بعض السلف إذا فاته شيء من الطاعات لام نفسه و وبخها و ما ذاك إلا تربية لنفوسهم و زيادة في طهرها و قد جاء أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فاتته صلاة يوما (ما) فاحيا تلك الليلة بالقيام , و جاء عن حرلمة قال سمعت عبد الله بن وهب يقول( نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن اصوم يوما فأجهدني فكنت اغتاب و اصوم فنويت أني كلما اغتبت إنسانا اتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة ) , و ذكر الأمام الذهبي رحمه الله أن عبد الله بن عون نادته أمه فعلا صوته فاعتق رقبتين و ذلك ليادب نفسه .
لكن يجب التنبيه أن هذا الفعل ليس له أصل في الشريعة أن المسلم إذا ترك فعل الخير عليه أن يفعل ما يؤدب به نفسه فأرى أن يكون هذا لا على سبيل الدوام و إنما لمرة او مرتين من فعل مندوبات او مستحبات و كذلك يجوز أن يوقع الضرر على نفسه كمن يقلع عينه إذا نظر الى امرأة فهذا لا يجوز لان ديننا شرع فيه أن من ترك خيرا فليأت به إن كان فرضا او واجبا و إن كان غير ذلك فليجتهد و يكثر من الاستغفار .