الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق .
أما الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأفيدك أن إستجابة دعاء الداعي من لوازم توحيد الربوبية ومن هنا يتضح أن الله يستجيب للكافر المظلوم
قال الإمام الحافظ إبن حجر رحمه الله كتابه فتح الباري في شرحه لحديث الوليدة السوداء التي كانت مملوكة لحي من العرب فاتهموها بسرقة (وشاح ) قالت : فدعوت الله أن يبرئني قال : فجاءت الحديا وهم ينظرون وفيه فضل الهجرة من دار الكفر وإجابة دعوة المظلوم ولو كان كافراً لأن في السياق أن إسلامها كان بعد قدومها المدينة
ونص الحديث في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب وكان لها حفش في المسجد ( أي ) بيت صغير ضيق قالت : فكانت تأتينا فتحدث عندنا فإذا فرغت من حديثها، قالت :
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
فلما أكثرت قالت لها عائشة : وما يوم الوشاح ؟ قالت : خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من أدم فسقط منها فانحطت عليه الحدية وهي تحسبه لحماً فأخذته فاتهموني به أي : بسرقة الوشاح فعذبوني حتى بلغ من أمري أنهم طلبوه في قبلي فبينما هم حولي وأنا في كربي إذ أقبلت الحدية حتى وازت برءوسناً ثم ألقته فأخذوه فقلت لهم : هذا الذي إتهمتموني به وأنا منه بريئة )
وروى أيضاً عن عائشة رضي الله عنها : ( أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم قالت : فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت : فوقع منها فمرت به حديات وهو ملقىً فحسبته لحماً فخطفته قالت : فالتمسوه فلم يجدوه قالت: فاتهموني به قالت : فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها قالت: والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحديات فألقته فوقع بينهم فقلت : هذا الذي إتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت قالت عائشة : فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت : فكانت تأتيني فتحدث عندي قالت : فلا تجلس عندي مجلساً إلا قالت:
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
قالت عائشة : فقلت لها : ما شأنك لا تقعدين لي مقعداً إلا قلتي هذا؟ قالت: فحدثتني بهذا الحديث
نفي هذا الحديث نجد أنها دعت الله أن ينجيها من هذا الظلم فاستجاب لها وكان ذلك قبل إسلامها
ولو تأملنا حديث (اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافراً فإنه ليس دونها حجاب ) قال الإمام إبن حجرالعسقلاني رحمه الله في كتابه فتح الباري ( والمراد أنها مقبولة وإن كان عاصياً كما جاء في حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعاً ( دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه ) رواه بإسناد حسن
قال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير ( اتقوا دعوة المظلوم ) أي تجنبوا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم وإن كان كافراً معصوماً فإن دعوته إن كان مظلوماً مستجابة وفجوره على نفسه
فيظهر من هذه الأدله أن دعوة المظلوم يستيجبها الله من المسلم والكافر إذا شاء ذلك