الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب لسان العرب لابن منظور (95/4) : الحرم يطلق على حرم مكة .
وجاء في كتاب تهذيب الأسماء واللغات (ج3) : الحرم حرم مكة وهو ما أحاط بها من جوانبها وأطاف بها جعل الله حكمه حكمها في الحرمة تشريفاً لها .
وقال ابن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة (189/1) : المسجد الحرام يراد به في كتاب الله ثلاثة أشياء نفس البيت والمسجد الذي حوله والحرم كله .
وعلى هذا كل ما تبع المسجد الحرام فهو منه فمن صلى في داخله كمن صلى في أروقته وكلما قرب زاد الفضل .
أما المسجد النبوي فهو يشمل داخله وأطرافه وهي الساحات والأروقة إن كانت متصلة به فكله تابع للمسجد ويأخذ حكم المسجد من الداخل والفرق بينهم هو السقف ولذلك من صلى في الساحات المتصلة والملتصقة بالمسجد فهي منه وينال أجر من صلى في داخله والفضيلة والثواب سواء .
أما الروضة جاء فيها قوله صلى الله عليه وسلم ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) رواه الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه .
قال العلماء رحمهم الله والمراد بالروضة هنا :
إما أن هذا المكان يشبه روضات الجنان في حصول الطمأنينة لمن يجلس فيه .
وإما أن يكون أن العبادة في الروضة سبب لدخول الجنة كما ذكره ابن تيمية رحمه الله .
وإما أن تكون هذه الروضة بذاتها في الآخرة روضة من رياض الجنة .
قال ابن عبد البر رحمه الله : قال قوم : معناه أن البقة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة .
وقال الإمام عياض رحمه الله كما في كتابه الشفاء (ج2) هذا له معنيان :
الأول : أنه موجب لذلك وأن الدعاء أو الصلاة فيه يستحق ذلك الثواب كما قيل الجنة تحت ظلال السيوف .
الثاني : أن تلك البقة قد ينقلها الله فتكون في الجنة بعينها .
وقال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله : معناه أن هذه الروضة كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة .
وعموماً هذه الروضة لا شك أن لها مزية وفضل وينبغي للمسلم أن يحرص للذكر فيها والدعاء والصلاة ولكن دون تكلف .