الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في كتابه الفتاوى (6/128) (وكذلك نحن نعلم أن الله حكيم فيما يفعله ويأمر به وعدم علمنا بالحكمة في بعض الجزئيات لا يقدح فيما علمناه من أصل حكمته فلا نكذب بما علمناه من حكمته ما لم نعلمه من تفصيلها )
وإبتلاء الله عز وجل للأطفال والحيوانات لا شك أنه لحكمة عظيمة قد تظهر وقد تختفي ولا منافاة بين ذلك ورحمته سبحانه وتعالى ومن ثم فإن الأمراض والأسقام والآلام التي يصاب بها الطفل الصغير هي من مقتضيات نشأت الإنسان وحياته .
قال الإمام القرطبي في تفسيره ( إن العلماء قالوا : يشير إلى الآية ( إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ) سورة التوبة , كما اشترى من البالغين المكلفين كذلك اشترى من الأطفال فآلامهم وأسقامهم لما في ذلك من المصلحة وما فيه من الإعتبار للبالغين فإنهم لا يكونون عند شيء أكثر صلاحاً وأقل فساداً منهم عند ألم الأطفال وما يحصل للوالدين الكافلين من الثواب .
وفي كتاب دار السعادة لابن القيم رحمه الله في بيان الحكمة من الأشياء ذكر : ( أن الحكمة من صياح الطفل من الألم لشيء قال ثم تأمل حكمة الله في كثرة بكاء الأطفال وما لهم فيه من منفعة فإن الأطباء شهدوا منفعة ذلك وحكمته وقالوا في أدمغة الأطفال رطوبة لو بقيت في أدمغتهم لأحدثت أحداثاً عظيمة فالبكاء يسيل ذلك ويحدره من أدمغتهم فتقوى أدمغتهم وتصح )