الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تبقى صلة الرحم واجبة وحق شرعي بين الأقارب والأرحام ولا يجوز قطعها لمجرد إساءة عابرة فإن الله تعالى يقول ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى ) سورة النساء آية (36)
وعلى هذا فإن الإساءة من أخيك إليك لا شك أنه مخطئ في تصرفه هذا لا يجوز أن يتعامل معك بهذه الطريقة لكن عليك أنت بالصبر ومقابلة الإساءة منه إحساناً لأن الله تعالى أعلم وأحكم فقال سبحانه ( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا ) سورة الإسراء آية (28)
ولك الحق في الرد عليه بالقول الحسن لإظهار الحق وإبطال الباطل حتى لا يزعم سواءً عليك وأنت لم تفعله وأنصح في مثل هذه الأمور أن لا يأخذنا الشيطان لما يريده من التفريق .
وإليك أخي هذا الموقف التربوي لعلنا نترفع بكظم الغيظ ممن يسئ بكلام ونحوه .
هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاءه رجل وهو خارج من المسجد فقام هذا الرجل بسب علي بن الحسين فثار الناس على الرجل . فقال علي بن الحسين رضي الله عنه : تعالى أي ناداه ومنع الناس عنه وقال لهم دعوه فجاء إليه فقال علي بن الحسين له : ماذا تريد فإن الله ستر عنك من أمرنا أكثر مما ذكرت وعندنا من العيوب أكثر مما ذكرت ألك حاجة أقضيها لك تعينك عليها فأمر له بخميصة وثياباً وأعطاه ألفا درهم فقال الرجل : أشهد بالله أنك من أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولمثل هذا أوصيك أخي بالحضور للمسجد وأداء الصلاة فيه ولا تلتفت لما سبق لأن الله تعالى يقول ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )