الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السرقة من كبائر الذنوب والله تعالى حرمها في كتابه وجعل على فاعلها عقوبة وذلك تنفيراً منها . ومن سرق شيئاً فعليه أن يرده فإن لم يرده يبقى في ذمته ولهذا قال العلماء أن التوبة من السرقة شروطها الإقلاع والعزم والندم وأن يرد ما سرقه لصاحبه .
ثم عليك التوبة الصادقة والتوبه واجبه من كل ذنب ولها ثلاث شروط :
1) الإقلاع عنها
2) والندم
3) والعزم أن لايعود لها
هذا إن كانت تتعلق بحق الله أما إن كانت تتعلق بحق آدمي فشروطها أربعه :
الثلاثه السابقة والرابع أن يبرأ من مالكها إن كانت مالاً ونحوه وذلك برده عليه وخلاف ذلك إن كانت طلب عفوه منها كمن يغتاب أو يسب قال الله تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )
أخرج الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله يقول و الله إني لأستغفر الله و أتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مره)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره و قد أضله في أرض فلاة )متفق عليه.
و في روايه الإمام مسلم رحمه الله ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه و عليها طعامه و شرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها و قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامه ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي و أنا ربك.أخطأ من شدة الفرح )
و عن أبي موسى عبدالله بن قيس الأشعري رضي الله عنه عن النبي قال : ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه الإمام مسلم
ما يفعله المسلم أو المسلمة سابقاً من خطأ و الخطأ في شريعتنا السمحة تكفره التوبة الصادقة الى الله عز و جل فالمال المسروق يرد على أصحابه ولكونك لاتدري من أصحابه فتصدق به على محتاج بنية وصول ثواب ذلك لمن سرقت منهم ويجوز دفع ذلك على عامل محتاج
إذا لم تعرف أصحابها لك أن تتصدق بها كاملة على فقير وتنوي بها إبراء الذمة .
وعلى هذا ما دام رددتي المبلغ إلى حقيبتها فقد برأت ذمتك بإذن الله لأن المال رجع لصاحبته .
ولكن ابتعدي عن مثل ذلك ولا تكرريه .