وسواس الشرك والكفر

[عبدالرحمن1112]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بشكرك يا شيخ على هذا الموقع الجميل وربنا يبارك فيك
انا عمرى 16 عام .. من يومين جائنى وسواس وانا خائف لحسن اكون اشركت بالله
مثلا يجينى وسواس يقول لى هذه الحيطه هيا الله .. هذا السلم هو الله
استغفر الله العظيم هل انا كده اشركت؟
بس هذا الوسواس جائنى مرتين فقط او ثلاث مرات
وكل ما افكر اصلى اقول لنفسى انت كافر انت اشركت بالله والله ما راح يغفرلك ذنبك لان الله لا يغفر من يشرك به
هل هذا فعلا شرك ام انه وسواس ؟ مع العلم انى ما تلفظت .. وحتى لو لقدر الله تلفظت فى مره بدون قصد .. هل هذا يعتبر شرك ايضا؟ وشكرا لك

[الشيخ عيسى]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه الوساوس لا يلتفت لها فهي ليست حماً عليك في مسألة الإيمان لأنها وساوس تأتي من الشيطان فتعوذ بالله تعالى منها وكن ذا عزم بردها وعدم قبولها وما تجده لا يخرجك من إيمانك .
كل هذا من الوساوس التي يجب دفعها عنك بالإستعاذة بالله تعالى منها فمرض الوسواس يدخل على الإنسان من باب التشكيك في العقيدة أو في العبادات أو في الوضوء أو في الإغتسال لأن الشيطان يريد إشغال المسلم عن دينه وأوامر ربه ثم هو يأتي لا لأنك أخطأت إنما يأتيك لأنك أصبت فيجعلك مشغولاً في تفكيرك بل في سائر تصرفاتك فيخطر لك الخطرات وعلى هذا على المؤمن أن يصرف عنه هذا الكيد وهذه الوساوس فإن الشيطان يأتي للإنسان ويزين له ويشوش عليه في العقيدة كما جاء في الحديث الصيحيح (يأتي الشيطان أحدكم فيقول له من خلق هذا ؟ من خلق هذا ؟ حتى يقول من خلق الله ؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته )
بل إن الشيطان قد يأتي ليشوش على الإيمان فبعض الصحابة رضي الله عنهم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمراً يجدونه في نفوسهم ما يستطيعوا أن يتكلموا به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة )
وإن مدافعة الوسواس الشيطاني هي من الإيمان لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : ( وقد وجتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذلك صريح الإيمان ) خرجه مسلم رحمه الله .
فإن هذه الوسوسة التي قد تحتدم مع الإنسان فيحصل الشك في صدره فعليه أن يحارب ذلك بسلاح التوحيد فإن ابن عباس رضي الله عنهما جاءه رجل اسمه زميل فقال له : ( يا ابن عباس ما شيء أجده في صدري ؟ قال وما هو ؟ قال : قلت والله لا أتكلم به . فقال ابن عباس أشيء في شك ؟ قلت : بلا . فقال ابن عباس : ما نجا من ذلك أحد . فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : ( هو الله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )
فرضي الله عن ابن عباس فهذا توجيه يراد منه التسلح بسلاح العقيدة والإيمان لطرد وساوس الشيطان .

[عبدالرحمن1112]

شكرا لك يا شيخنا على هذا الرد الجميل ولكن اريد ان اعرف متى يكون الانسان والعياذ بالله قد اشرك بالله؟ يعنى ما الشئ الذى اذا فعله يكون قد اشرك بالله

[الشيخ عيسى]

وهنا أنت دخلت في سؤال ما كان لك أن تسأل لولا الوسوسة القهرية لديك ولذلك الشرك معروف فلا يخفى على مسلم وهو أن يجعل لله نداً وشريكاً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وعلى هذا أوصيك بأن تجاهد هذه الوساوس حتى لا تؤذيك أكثر .