الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نفيدك أن شرب الخمر كبيرة من كبائر الذنوب وقد جاء الوعد واللعن على شاربه وأتباعه قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم (من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه ) خرجه الإمام الترمذي بسند حسن
ومعنى هذا أن صلاته لا تنفعه فلا يؤجر عليها قال الإمام النووي رحمه الله : أي لا ثواب له فيها وإن كانت مُجزئة في سقوط الفرض عنه
قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا انما الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ).
فالخمر من كبائر الذنوب و قد لعن الرسول صلى الله عليه و سلم شاربها و بائعها و مبتاعها و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة اليه . و على صاحبك أن يناصح و يتوب الى لله عز و جل قبل فوات الآوان و من تاب تاب الله عز و جل عليه لقوله تعالي ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)
ومن فضل الله عز وجل علينا أن فتح باب التوبةلعباده ليعودوا إليه تائبين نادمين على ما مضى من ذنوبهم وإسرافهم في أمرهم , فخذي الأمر بجد وقفي مع نفسك سائلة لها إلى متى هذا الإنحدار في الغفلة ؟ وإلى متى والجفوة والعمر يمضي ؟ ثم فكري في لحظتك هذه ما هو المصير الذي لا بد منه ؟ أليس هو الموت وبعده القيامة فإنك سترين عجباً ( صلي ركعتين وأنت خاشعة واسأليه سبحانه القبول فإنه لن يردك ) , إن النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا حزبه أمر صلى ) خرجه الإمام أبو داوود بسند حسن فإن الثبات على التوبة يحتاج إلى صبر فكوني صابرة لأن شموخ النجاح والفوز والفلاح هو أن تشملك رحمة الخالق جل وعلا لتدخلي إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدها الله لعباده الصالحين ثم تذكري أن قمة الثبات أن تملكي نفسك وتتحكمي في تصرفاتك ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) يونس/58