الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) وفي لفظ ( لا يكتون ) .
ومعنى ( لا يسترقون ) أي أنهم لا يبحثوا ولا يطلبوا من يرقيهم فيرقون أنفسهم مع أن الرقية جائزة من غيرك .
ومعنى ( لا يتطيرون ) أي لا يقعون في الشؤم بمعنى أنهم لا يشاءمون .
ومعنى ( لا يكتون ) مع أن الكي جائز فهم لا يكتون طلباً للعلاج .
( وعلى ربهم يتوكلون ) أي يفوضون أمرهم إلى الله عز وجل ويعتمدون عليه بصدق مع فعل الأسباب الشرعية .
وأما غير هؤلاء فهم الصابرون كما قال الله تعالى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
وجاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه كما في مسند الإمام أحمد وسنن الببيهقي رحمهما الله وذلك بإسناد جيد ( فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألف لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي )
وجاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله (باب مَنْ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غَيْرَهُ وَفَضْلِ مَنْ لَمْ يَكْتَوِ)
الشرح كما في الفتح للإمام ابن حجر رحمه الله
قوله : (باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو) كأنه أراد أن الكي جائز للحاجة وأن الأولى تركه إذا لم يتعين وأنه إذا جاز كان أعم من أن يباشر الشخص ذلك بنفسه أو بغيره لنفسه أو لغيره وعموم الجواز مأخوذوقد أخرج مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر قال: رمي سعد بن معاذ على أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن طريق أبي سفيان عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه وروى الطحاوي وصححه الحاكم عن أنس قال : كواني أبو طلحة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصله في البخاري وأنه كوي من ذات الجنب، وسيأتي قريبا
وعند الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة