الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأفيدك أن الورع من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل وهو من أجل الأعمال الصالحة وهو أن يعمل المسلم على تربية نفسه بالبعد عن المحرمات والشبهة التي لا يعلم حلها من حرمتها فحقيقة الورع هو توقي الحرام والشبهة وهو داخل في الزهد ولهذا قال البعض من السلف رحمهم الله : الورع أول الزهد كما أن القناعة أول الرضا
والنبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق فقال : ( لولا أخاف أن تكون تمر الصدقة لأكلتها )
رواه الإمام البخاري رحمه الله
وهذا دليل على شدة ورعه صلى الله عليه وسلم , وتربى أصحابه على هذا الأمر حتى صار سمة بارزة في عملهم فأبو بكر الصديق رضي الله عنه أدخل إصبعه في فيه لما أكل طعاماً من غلام أخبره لما سأله أنه من تكهن في الجاهلية
ولك أن تتصور هذا النموذج من سيرة هذه المرأة التي ذكرها إبن أبي الدنيا في الورع قال : كانت إمرأة من الصالحات أتاها نعي زوجها وهي تعجن فرفعت يدها من العجين وقالت : هذا طعام صار لنا فيه شريك
قصدها أن فيه ورثة
فعلى المسلم أن يكون ورعاً يكن أعبد الناس