عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2009, 07:22 PM   #2
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,155
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأفيدك أن إرادة الله تعالى تنقسم إلى قسمين وهما إرادة كونية خلقية قدرية وإرادة دينية شرعية أمرية .
فالإرادة الكونية الخلقية هذه عامة للمؤمنين والكافرين ولا يختلف مرادها فكلُ من في هذا الوجود هو من خلق الله أراده الله سبحانه وتعالى كوناً وقدراً من إيمان وكفر وخير وشر وحسن وقبيح وصحة وسقم وعز وذلة وبؤس ونعيم وفقر وغنى ومعصية وطاعة ولهذا نجد قول الله تعالى يفيدنا في ذلك ( الله خالق كل شيء ).
أما الإرادة الدينية الشرعية الأمرية فهذه خاصة بالمؤمنين وهي ترادف المحبة والرضا فهي فيما ارتضاه الله عز وجل من أحكام وتشريع قال الله تعالى في كتابه ( يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله ورسوله )وقال الله تعالى ( وأقم الصلاة ) فهذه دلائل على الأمور الشرعية التي أمر الله عز وجل بها ومع هذا قد يحصل المراد من ذلك وقد لا يحصل بحيث أننا نجد من الناس من يطيع ومنهم من لا يطيع فنجد هذا يصلي وهذا لا يصلي وهكذا .
فالإرادة الكونية القدرية والإرادة الدينية الشرعية يجتمعان في حق المؤمن وتختلف في حق الكافر .
ولهذا يتضح ان الإيمان مراد لذاته .
والمعاصي والكفر مرادتان لغيرها أي أن الله لا يردهما شرعاً وإنما أرادهما كوناً فهذا إبليس أراده الله كوناً ولم يرده شرعاً فالكفر والمعاصي أراد الله وقوعها كوناً وقدراً لكن ما أردها ديناً وشرعاً أرادها لما يحصل ولما يترتب عليها من الحكم فهي مرادة لغيرها لا لذاتها إذ لولا وجود الكفر والمعاصي لفاتت حكم كثيرة منها على سبيل المثال المتقابلات فلولا خلق إبليس وسبله من الكفر والمعاصي لما وجدت عبوديات أرادها الله كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا .


التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ عيسى ; 04-14-2009 الساعة 07:34 PM
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس