الحمدالله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك وأما الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ونفيدك أنه بما رواه الإمام البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له : أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعداُ من الجنة فيراهما جميعا) قال قتادة رحمه الله ( وذكر لنا أنه يفسح له في قبره أربعون ذراعاً ) وفي رواية الإمام مسلم رحمه الله ( سبعون ذراعاً ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون ) أما حديث أنس رضي الله عنه قال ( أما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال : لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين ) وا لحديث صحيح
وروى الإمام أبن ماجة رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبرة غير فزع ولا مشغوف ثم يقال له : فيم كنت ؟ فيقول : كنت في الإسلام فيقال : ما هذا الرجل ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيقال له : هل رأيت الله ؟ فيقول: لا وما ينبغي لأحد أن يرى الله فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : أنظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له هذا مقعدك
ويقال له ( على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ويجلس الرجل السوء في قبره فزعاً مرعوبًا فيقال له : فيم كنت ؟ فيقول : لا أدري فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلته فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له : أنظر إلى ما صرفك الله عنه ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال : هذا مقعدك على الشك كنت، وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى )
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال ( إستعيذوا بالله من عذاب القبر ) مرتين أو ثلاثاً قال : وإنه لسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ وقال ( ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ قال : فيقول هو رسول الله فيقولان له : وما يدريك ؟ قال : قرأت كتاب الله فآمنت وصدقت قال : فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا لــه باباً إلى الجنة ) قال ( فيأتيه من روحــها وطيبها و يفسح له مد بصره)
قال وإن الكافر فذكر موته وقال ( وتعاد روحه إلى جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري، فيقولان : ما هذا الرسول الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري قال فينادي منادٍ أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار ) قال فيأتيه من حرها وسمومها قال ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
فعلى المسلم أن يحرص على طاعة الله عزوجل وعلى التوبة الصادقة فإن التوبة واجبة
فإن الله كما وعد في كتابه يقبل التوبة ويغفر قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وقال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
وقال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً )
والرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ بنا إلى الأمل وعدم اليأس وها هو يقول ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ).
ويقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر )).
والذنوب مهما كانت ولو بلغت عنان السماء وتاب الإنسان منها توبة نصوحاً فإن الله يتوب عليه ويبدلها له حسنات .