الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البركة في حياة المسلم هي حاجة ومطلب من المطالب المهمة في حياة كل مسلم ومسلمة بل أهل الإيمان هذا من مطالبهم فهم يتلون قول الله تعالى في سورة الأعراف (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) ولهذا جملة وتقصيلاً كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينهجون سبل ومواقع البركة في كل أحوالهم كيف وهم يسمعون الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أكل عندهم طعاماً قال: (اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك عليهم ووسع عليهم أرزاقهم) بل كان يوصيهم فيقول لهم (إذا أكل أحدكم الطعام فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يُلعقها فإن آخر الطعام فيه البركة) بل كانوا يسمعونه يقول (إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك) وهاهم يكثرون السلام على النبي صلى الله عليه وسلم رغبة في البركة حتى قال أحدهم (استكثر من سلامك ومن البركة) فالمسلم مجالات البركة في حياته في كل عمل صالح ففي التسمية بركة وفي الحمد بركة وفي الحوقلة بركة وفي الدعاء والتكبير والتسبيح والتهليل بركة وفي البر والإحسان بركة فهي من عطاء الله ما دخلت على قليل إلا كثرته ولا حلت في كثير إلا نفَّعته والبركة تُستجلب وتدوم بطاعة الله تعالى واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فإن يلتزم المسلم بالعمل بالمأمورات واجتناب المنهيات قال الله تعالى (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا).
وأما نقصان البركة ونزعها من الأموال أو الأحوال وما ذاك إلا بسبب وضعف الإيمان والاتصاف بصفة الشح والبخل وغمط الناس وأكل حقوقهم وهذا كله من أسباب نزع البركة في حياة هؤلاء فالواجب على كل مسلم أن يحقق التوحيد ويقوي إيمانه وتقواه ويحسن صلته بالله بالبر والإحسان والطاعة والإنفاق حتى تتحقق له البركة في النفس والبركة في الأموال والوقت والولد والزوجة والأهل قال نبي الله أيوب عليه السلام (وعزتك لا غنى بي عن بركتك) ومن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم (وبارك لي فيما أعطيت)