الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
الدعاء المنتشر ، بطريقة نسألك بالألف ألفة ، وبالباء بركة ، وبالتاء توبة ، وبالثاء ثواباً ، وهكذا حسب حروف الهجاء كلها ، فهذا خِلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبعيد عن هديه في الدعاء ، حيث أن من هديه ، البعد عن التكلف في الدعاء
وكان دعاءه بجوامع الدعاء ،
كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الْجوامع من الدعاء ، وَيَدَعُ ما سوى ذلك )
لأن ما سـوى ذلك يدخل في التكلف ،
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : ( الدعاء ليس كله جائزاً ، بل فيه عدوان محرم ، والمشروع لا عدوان فيه ، وأن العدوان يكون تارة في كثرة الألفاظ ، وتارة في المعاني )
وعلى هذا فإن من التكلف الدعاء مع كل حرف مايوافقه ، ولهذا روي عن بعض الفقها ء رحمهم الله كراهة السجع المتكلف فيه حال الدعاء ، ويقولون : إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع ،
ويريدون بالإعراب السجع
وجاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم قال
فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون ذلك ، فعلى المسلم أن يحرص على الدعاء النافع البعيد عن التعدي به أو السجع المتكلف فيه ،