الحديث الوارد في صلاة التسابيح له ثلاث طرق :
الطريق الأول : قال الإمام أبو داوود رحمه الله حدثنا عبد الرحمن بن بشير بن الحكم النيسابوري حدثنا موسى بن عبد العزيز حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك .... إلى آخر الحديث ) .
هذه الرواية كذلك أخرجها ابن ماجة وابن خزيمة والطبراني رحمهم الله عن طريق موسى بن عبد العزيز عن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه .
ولهذا قال علماء الحديث رحمهم الله وهذا الحديث رجاله كلهم موثوقون غير موسى بن عبد العزيز أبي شعيب القنباري فهو صدوق سيء الحفظ .
الطريق الثاني : قال أبو القاسم الطبراني في كتابه الأوسط حدثنا إبراهيم عن أحمد عن عمر الوكيعي حدثنا محمد بن عون حدثنا يحي بن عقبة عن أبي العيزار عن محمد بن حجارة عن أبي الجوزاء قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنه يا أبا الجوزاء ألا أخبرك ألا اتحفك ألا أعطيك قلت : بلى فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من صلى أربع ركعات ) ثم ذكر الحديث ( يعني صلاة التسابيح ) .
قال أهل الحديث قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحي بن معين أنه قال يحي بن عقبة بن أبي العيزار ليس بشيء , وهذا يدل على الإسناد هنا باطل .
الطريق الثالث : قال أبو القاسم الطبراني حدثنا إبراهيم بن أحمد بن بره الصنعاني قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي قال حدثنا موسى عن جعفر عن أبي كثير عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا غلام ألا أحبوك ألا أنحلك ) ثم ذكر الحديث بطوله أعنى حديث صلاة التسابيح .
قال أبو القاسم رحمه الله لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر تفرد به أبو الوليد المخزومي .
قال ابن الجوزي رحمه الله عبد القدوس بن حبيب أبو سعيد الكلاعي يروي عن عطاء ونافع والشعبي قال ابن المبارك ( لأن أقطع الطريق أحب إلى أن أروى عنه ) وقال يحي ضعيف وقال إسماعيل بن عياش أشهد عليه بالكذب .
والذي يظهر لي أن رواية الحكم بن أبان عن عكرمة أحسن ما ورد في هذه الأسانيد مع أنها شاذة .
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن صلاة التسابيح حديثها لم يقل به أحد من الأئمة الأربعة بل أحمد ضعف الحديث ( يعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله )
وعبد الله بن المبارك قال مثل هذه الصلاة تخالف الأصول .
وقال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في القلب عن خبر صلاة التسابيح من هذا الإسناد شيء .
وقال أبو بكر العربي ليس منها حديث صحيح ولا حسن ( يعني صلاة التسابيح ) .
وقال ابن الجوزي رحمه الله حديث صلاة التسابيح في الموضوعات , وقد ضعف هذه الصلاة الإمام المزي رحمه الله , والشيخ الألباني حسن حديث صلاة التاسبيح .
والذي يظهر لي بعد التدقيق والمراجعة لأقوال العلماء أن هذه الصلاة حديثها ضعيف وذلك لضعف الرواية .
أما استشهاد الحسين رضي الله عنه فقد قيل أنه قتل في العاشر من محرم يوم الجمعة ولا يُوجب هذا أن يُجعل عاشوراء مأتما ونياحة ولطم للخدود وشق للجيوب وإسالة للدماء فإن هذا لا يجوز شرعا .