عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2014, 06:56 PM   #2
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,155
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى ( ادعوني استجب لكم )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) رواه الإمام البخاري رحمه الله في الأدب والترمذي وقد حسنه قال ابن عطاء الله كما في حكمه تحقق بأوصافك يمدك الله بأوصافه يحقق بذُلِّك يمدك الله بعزه تحقق بعجزك يمدك الله بقدرته تحقق بضعفك يمدك الله بحوله وقوته .
ثم عليك بالدعاء وقليل حاضر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبه غافل لاهٍ ) رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو حسن .
ثم عليك بالدعاء بخشوع قلب .
يقول ثابت البناني رحمه الله كما في كتاب صفوة الصفوة ج3 وإني أعلم حين يستجيب لي فعجبوا من قوله . وقال تعلم حين يستجيب لك ربك ؟ قال : نعم . قالوا : كيف تعلم ذلك ؟ قال : إذا وجل قلبي واقشعر جلدي وفاضت عيناي وفتح لي الدعاء فثم أعلم أنه قد استجيب لي )
ثم عليك بالحرص على العمل الصالح فإنه سبب للإجابة لأن الله تعالى يقول ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) سورة البقرة آية (186)
وقال بعض السلف رحمهم الله ( الدعاء بلا عمل كالقوس بلا وتر ) كتاب نزهة المجالس ومنتخب النقاش ص128
وجاء في كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك قال نفر لأنس بن مالك رضي الله عنه يا أبا حمزة ادع الله لنا . قال : الدعاء يرفعه العمل الصالح )
فليحرص المسلم على الدعاء مع الإيقان بالإجابة ولا يستعجل كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول قد دعوت فلم يستجيب لي ) رواه الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وقد قد يكون البلاء أقوى من الدعاء في حالة أن المسلم حال دعائه لم يخلص فيه أو أن يكون لاهياً حال الدعاء أو هناك من الأسباب الموانع للإجابة كأكل الحرام ونحوه ثم ينبغي للمسلم أن لا ييأس فالدعاء عبادة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل قيل له : و ما يستعجل ؟ قال : يقول : دعوت فلم يستجب لي
والمسلم عليه أن يجتهد بفعل الأسباب التي يتحقق بها بإذن الله فرجاً عليه ومنها :
أولاً / الدعاء فالدعاء من أعظم الأسباب التي يتحقق بها الفرج قال الله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوت الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )
فالدعاء مفتاح للفرج بإذن الله تعالى .
قال الإمام إبن القيم الجوزية رحمه الله ( الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب )
ثانياً / كثرة الذكربقول لا حول ولا قوة إلا بالله .
ثالثاً / الصلاة قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( من كان في الصلاة فهو يقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يوشك أن يفتح له )
فالإجتهاد في الصلاة ومنها كثرة النوافل والدعاء فيها حال السجود من الأسباب العظيمة لتفريج الكربات فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى .
رابعاً / المناجاةبالتواضع كما كان الأنبياء يفعلون فهذا يونس عليه السلام لما إلتقمه الحوت لجأ إلى الله عز وجل وهو في كربة فقال ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فأنجاه الله
وكذلك قول لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت .
خامساً / اليقين وحسن الظن باللهفإن الكربات إذا حلت بالإنسان فليصبر وليعلم أن فرج الله قريب
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس