الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكر الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية ما رواه الإمام الترمذي رحمه الله عن سعيد بن جبير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن يحرك به لسانه يريد أن يحفظه فأنزل الله تبارك وتعالى ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) قال فكان يحرك به شفتيه ) .
ونظير هذه الآية قوله تعالى ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) قال عامر الشعبي إنما كان يعجل بذكره إذا نزل عليه من حبه له وحلاوته في لسانه فنهي عن ذلك حتى يجتمع لأن بعضه مرتبط ببعض .
وعلى هذا فتكون هذه الآية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم في مسألة العجلة بحفظه لأنه نهي حتى يجتمع لأن بعضه مرتبط ببعض .
وقال ابن عاشور رحمه الله في كتابه التحرير والتنوير (30/349) ما نصه : والذي يلوح لي في موقع هذه الآية هنا دون أن تقع فيما سبق نزوله من السور قبل هذه السورة أن سور القرآن حين كانت قليلة كان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى تفلت بعض الآيات عنه فلما كثرت السور وبلغت زهاء الثلاثين حسب ما عده سعيد بن جبير في ترتيب نزول السور صار النبي صلى الله عليه وسلم يخشى أن ينسى بعض آياتها فلعله أخذ يحرك لسانه بألفاظ القرآن عند نزوله احتياطاً لحفظه وذلك حرصاً على تبليغ ما أنزل إليه بنصه فلما تكفل الله بحفظ أمره أن لا يكلف نفسه تحريك لسانه فالنهي عن تحريك لسانه نهي رحمة وشفقة لما كان يلاقيه في ذلك من الشدة .
وعلى هذا يستفيد المسلم من هذه الآية عند إرادة حفظه للقرآن الكريم .
وما ذكره الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان في الجزء الثامن ( وفيه الإيماء إلى حسن الإستماع والإصغاء عند الإيحاء به )