الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأفيدك أن الصورة الفوتوغرافية هي حبس ظل الشيء ولهذا اختلف العلماء في شأنها فطائفة قالت بالمنع إلا عند الحاجة والضرورة وطائفة قالت بجواز ذلك فالذين قالوا بالجواز إستدلالهم أن أحاديث النهي خاصة بالصور المجسمة أو الرسم أو النحت لذوات الأرواح فرسم صور ذوات الأرواح جاء النهي عنه كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل مصور في النار ) وهذا يستثنى منه رسم ما لا روح فيه كمن يرسم الشجر والحجر والجبال ونحو ذلك لأن الفقهاء رحمهم الله فسروا النهي في الحديث السابق على أنه رسم ذوات الأرواح وإبن عمر رضي الله عنهما لماء جاء رجل يسأل عن ذلك قال : ( إن كان ولا بد فارسم ما لا روح فيه كالشجر والحجر )
أما تصوير الكاميرا فهو أخذ صورة لمخلوق خلقه الله عز وجل فهو حبس ظل له كالمرآة ومن هنا قالوا بالجواز أما الذين قالوا بالمنع فإنهم قالوا إن أحاديث النهي تشمل العموم .
وأميل إلى جواز التصوير الفوتوغرافي وهو حبس الظل للصورة التي في الأصل هي من خلق الله عز وجل وذلك عند حاجة الإنسان بشرط أن لا تكون صورة للنساء لغرض الإظهار والشهرة أو العورات ونحو ذلك
أما مسألة إمتناع دخول الملائكة للبيت الذي فيه صور فيظهر لي أن المقصود هي الصور المجسمة أو الرسم أو النقش لها مجسماً ونحوه أما إذا كانت الصور أو الرسم غير كامل فجمهور العلماء يرون والأدلة في ذلك منها جواز الصورة إذا قطعت وبقي من أجزائها كصورة الرأس بلا صدر أو البدن بلا رأس أو كانت الصورة ممتهنة فالنبي صلى الله عليه وسلم كماهو في الصحيحين أمر عائشة رضي الله عنها بتقطيع الثوب الذي كان عندها وفيه تصاوير فقطعته فجعلته وسادتين يجلس عليهما النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاني جبريل فقال : إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع فيجعل وسادتين منبوذتين توطآن ومر بالكلب فليخرج
أما رسوم الأطفال الكرتونية فإن كان لمصلحة مهمة كالتعليم لغرض معتبر لأن العلماء استثنىوا من هذا ما كان لغاية تعليم الصغار