الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قولك أنك تقطعي الصلاة بدافع الوسواس أرى في هذه الحالة أن تحاولي إذا جرى قطعها أن ترجعي لإعادتها وتتعوذي بالله عز وجل بمعنى أن تحاول طرد الوساوس أو مقاومتها وصلاتك صحيحة حتى ولو خرجتي منها ثم رجعتي لها ولا حرج عليك ما دام الأمر رغم إرادتك بسبب الوسواس .
وحاولي الرقية على نفسك .
فإن الشيطان يشوش على الإيمان فبعض الصحابة رضي الله عنهم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمراً يجدونه في نفوسهم ما يستطيعوا أن يتكلموا به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة )
وإن مدافعة الوسواس الشيطاني هي من الإيمان لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : ( وقد وجتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذلك صريح الإيمان ) خرجه مسلم رحمه الله .
فإن هذه الوسوسة التي قد تحتدم مع الإنسان فيحصل الشك في صدره فعليه أن يحارب ذلك بسلاح التوحيد فإن ابن عباس رضي الله عنهما جاءه رجل اسمه زميل فقال له : ( يا ابن عباس ما شيء أجده في صدري ؟ قال وما هو ؟ قال : قلت والله لا أتكلم به . فقال ابن عباس أشيء في شك ؟ قلت : بلا . فقال ابن عباس : ما نجا من ذلك أحد . فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : ( هو الله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )
فرضي الله عن ابن عباس فهذا توجيه يراد منه التسلح بسلاح العقيدة والإيمان لطرد وساوس الشيطان .
أما ما تشكوه من وسوسة فهذا أيضاً سبيل من سبل الشيطان لإشغالك عن العبادات ولإشغالك عن الطهارة فإن الشيطان يوسوس في الطهارة .
وقد ذكرأن رجلاً قال لابنه : يا بني اتخذ لي ثوباً ألبسه عند قضاء الحاجة فإني رأيت الذباب يسقط على الشيء ثم يقع على الثوب ثم انتبه فقال الابن لأبيه ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا ثوب واحداً وعند هذا تنبه الأب فترك ذلك .
يقول ابن تيمية رحمه الله البول كاللبن في الضرع إن تركته قر وإن حلبته در .
فعل المسلم تجنب ومقاومة هذه الوساوس بذكر الله يقول الإمام النووي رحمه الله يستحب لمن بلي بالوسوسة في الوضوء أو الصلاة أن يقول ( لا إله إلا الله ) فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس .
فالأجتهاد بالدعاء والذكر يجعل لديك إرادة قوية لصرف هذه الوساوس بإذن الله ليكون المسلم مطمئناً في سائر أعماله